دعوى خرق الأجواء العراقية تترك على طاولة مجلس الأمن

كنوز ميديا – تقارير

منذ سنوات يحاول العراق تأمين أجوائه وفرض السيادة الكاملة على سمائه ومنع خرق السيادة الوطنية، إضافة الى عدم استخدام سمائه لشن عدوان على بلدان الجوار، وهو ما يعارض قوانين البلاد الدستورية، لكن أمريكا وعلى ما يبدو أنها تتعمد إبقاء الأمور تحت سيطرتها، لمنح الكيان الصهيوني حرية الحركة وتوجيه ضربات الى الدول المجاورة وعلى وجه الخصوص الجمهورية الإسلامية، إذ كانت أجواء العراق خلال العدوان الأخير منطلقاً لعمليات الكيان الصهيوني وهو ما أثار حفيظة العراقيين على المستويات كافة، وسط دعوات للتحرك دولياً وتقديم شكوى لمنع تكرار هذه الخروقات.

هذا الخرق لسيادة البلاد وقوانينها ولميثاق الأمم المتحدة دفع العراق الى تقديم شكوى رسمية ضد الكيان الصهيوني الى مجلس الامن الدولي أعرب فيها عن إدانته واستنكاره لقيام إسرائيل بخرق الأجواء العراقية، واستخدامها في تنفيذ اعتداءات عسكرية ضد الجمهورية الإسلامية، وأكد من خلال الشكوى أن هذه الممارسات تمثل انتهاكاً صارخاً لسيادة العراق، وتجاوزاً لأحكام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، لا سيما المبادئ المتعلقة باحترام سيادة الدول وعدم التدخل بشؤونها الداخلية.

وبالرغم من مرور أكثر من أسبوعين على تأريخ تقديم العراق شكواه ضد الكيان الصهيوني، إلا أن مجلس الامن الدولي لم يصدر أي تقرير أو قرار على خرق إسرائيل لأجواء بغداد وتهديد أمنها القومي، وهو ما يُثبت الأحاديث التي تشير الى أن المنظمات الأممية الدولية أصبحت أداة بيد أمريكا والكيان الصهيوني، وقراراتها تصدر من البيت الأبيض، ودائماً ما تُسخر لخدمة مشاريع واشنطن وتل أبيب، خاصة في القضايا التي تتعلق بالشرق الأوسط.

مراقبون أكدوا أن الشكوى لدى مجلس الأمن الدولي لن تكون لها أية نتائج ولن تغير من الواقع شيئا، لذلك لا بد للعراق أن يستخدم وسائل ضغط أخرى لمنع تكرار خرق الأجواء، مثل تهديد المصالح الأمريكية، والاتجاه صوب قرارات إنهاء الوجود العسكري الأجنبي بأشكاله كافة، وحتى غلق سفارات الدول التي تساعد الكيان الصهيوني في حربه ضد الدول الإسلامية، منوهين بأن هذه الإجراءات قد تدفع أمريكا الى عدم خرق أجواء العراق، أما الدبلوماسية فلا تأتي بنتائج إيجابية، خاصة أن العراق لديه تجارب سيئة من قبل مجلس الامن الدولي.

وفي وقت سابق تحدث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني خلال مقابلة تلفزيونية عن خرق الأجواء العراقية من قبل الكيان الاسرائيلي معتبراً أنه تجاوز للسيادة ولميثاق الامم المتحدة، وتحدث عن تقديم شكوى رسمية في مجلس الامن، والتحرك دبلوماسيا لدعم الموقف العراقي وعدم تكرار هذا الاعتداء في المستقبل.

وحول هذا الموضوع يقول القيادي في الإطار التنسيقي علي الفتلاوي إن “مجلس الامن الدولي والمنظمات الدولية الأخرى هي أدوات بيد أمريكا والقرارات التي تصدر عنها مخصصة لدعم المشروع الغربي في الشرق الأوسط”.

وأضاف الفتلاوي “على العراق أن يقوي موقفه ويلجأ الى خيارات أخرى لوقف الاعتداءات على سيادته، وحماية أرضه وسمائه من الخروقات الامريكية والصهيونية”.

ويأتي هذا الحديث في وقت برزت دعوات عراقية بضرورة التعاقد على شراء منظومات دفاع جوي يستطيع العراق من خلالها حماية أجوائه من الاعتداءات الخارجية، سيما مع استمرار التهديد الصهيوني لدول المنطقة، وبالتالي لا بد على الجهات الحكومية المعنية من التحرك ومنع انتهاك سيادة العراق مجدداً.

وبهذا الشأن يؤكد الفتلاوي “ضرورة أن يدعم العراق منظومته الجوية عبر شراء سلاح جوي متطور يستطيع عبره حماية نفسه، شأنه شأن الدول ذات السيادة، وأن لا يعتمد على الشكوى المقدمة لدى الأمم المتحدة ومجلس الامن الدولي”.

وأشار الى “ضرورة التخلص من الفيتو الأمريكي على التسليح، والتعاقد مع روسيا أو الصين والتشيك وحتى بعض الدول الأوروبية، الرائدة في مجال الصناعات الجوية حتى ينهي هذه الخروقات المتواصلة على سيادة البلاد”.

يشار الى أن رئيس الوزراء تحدث في وقت سابق عن تعاقدات جديدة لبناء منظومة دفاع جوي متكاملة، من أجل تأمين أجواء البلاد، سيما بعد الاعتداءات الصهيونية الأخيرة التي استُخدمت فيها سماء العراق للعدوان على الجمهورية الإسلامية.

الجدير بالذكر أن العراق أعلن عن قرب وصول منظومة دفاع جوي متطورة من كوريا الجنوبية إلى البلاد، مشيرا إلى أن عام 2025 سيشهد تعزيز قدرات الدفاع الجوي العراقي بأسلحة متطورة، وستُستخدم لمعالجة الأهداف الجوية، إضافة إلى وجود عقد مع فرنسا لتوريد طائرات هليكوبتر متعددة الأغراض، التي ستقوم بنقل قوات محمولة جوا، ومعالجة الأهداف، فضلا عن تقديم الدعم اللوجستي للقوات البرية، كما ستصل رادارات متطورة، بحسب ما أشار إليها وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي في وقت سابق.س222

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى