“صوتُ زينب في العصر الحديث..المكتب النسوي في منظمة بدر نموذجاً إعلامياً رسالياً”
بقلم _ الأستاذة إيمان الشيباني
حين نتحدث عن معركة الطف، لا نستطيع أن نغفل عن الدور الجبار الذي أدّته السيدة زينب (عليها السلام)، تلك المرأة التي تحوّلت من شاهدةٍ على المجزرة إلى إعلامٍ متحركٍ ناطقٍ باسم الدم، فجعلت من كلماتها في بلاط يزيد صرخةً مدوية هزّت عروش الطغاة. لقد مثّلت زينبُ الدور الإعلامي الواعي المقاوم، الذي لا يكتفي برواية الحدث، بل يعيد تشكيله في ضمير الأمة ووعيها، لتبقى كربلاء حاضرة في كل زمان.
في ضوء هذه الرؤية، يشكّل المكتب النسوي في منظمة بدر واجهة إعلامية رسالية تحمل ملامح زينبية واضحة. إنّه ليس مجرّد مؤسسة نسوية تنظيمية، بل هو منبر للوعي، ومنصة لصوت المرأة المجاهدة، التي ترفض أن تكون على هامش الحدث، بل تصر على أن تكون صانعة للوعي والكرامة.
فكما كانت زينب (ع) الناطقة باسم الدماء الزكية، فإن نساء بدر اليوم ينطقن باسم قوافل الشهداء، ويُجدّدن عهد النصرة عبر المجالس، والندوات، والمواقف التي تعبّر عن وعيٍ ثوريّ لا ينفصل عن الخط الحسيني المقاوم. وتماماً كما فضحت السيدة زينب إعلام الطاغية يزيد، يقف المكتب النسوي في وجه حملات التضليل والتشويه، ليصوغ خطاباً نقياً يليق بتاريخ الشهداء ومسيرة الجهاد.
إنّ هذا المكتب ليس فقط مساحةً للتنظيم والعمل النسوي، بل هو تجلٍ حيٌّ لرسالة زينب الإعلامية، يستنهض العزائم، ويجسّد الموقف، ويمنح نساء العراق موقعاً مشرفاً في معركة الوعي والدفاع عن القيم، تماماً كما أرادت كربلاء أن تكون.
“ما رأيتُ إلا جميلاً”… كانت تلك هي العبارة الإعلامية الخالدة التي اختصرت فلسفة الانتصار في زمن الانكسار، واليوم تعيد نساء بدر كتابتها بطرقٍ شتى، في كل فعالية، وكل موقف، وكل وقفة عزّ.