صرخة الحسين في وجه الظلم و الظلام
بقلم _ شرى المؤيد
ما أن تأتي ذكر كربلاء حتى يعود إلى ذهن الأمة بالظلم الذي وقع على الحسين و أهله حين خرج ليقيم عدل الله في أرضه. فما وقع لهم سيبقى لعنة على مرتكبي هذه الجريمة الآثمة حتى قيام القيامة و يحاسب مرتكبوها لشناعة هذه الجريمة الكبرى ووصمة عار تجري على مدى التاريخ حتى و إن كذبوا ولم يصدقوا بيوم الوعد و الوعيد قال تعالى”وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ”
فمن يسير على هدى الله،معتصم بحبل الله،واثق بوعد الله، آمن في حمى الله لا يهمه إلا رضا الله فإنه سيفلح و ينجح ويحقق كل ما يريد.
وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ * هَمَّازٍ مَّشَّاءٍ بِنَمِيمٍ * مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ * عُتُلٍّ بَعْدَ ذَٰلِكَ زَنِيمٍ ” فالله سبحانه وعد المؤمنين بالفلاح والنصر ووعد الكافرين والمنافقين والمكذبين بالخذلان والخزي والويل لهم من شر أعمالهم.
من جيل إلى جيل يبقى دم الحسين شعلة مضيئة و طريق نور وخارطة طريق لطريق الحق والنور والعدل،طريق لهداية الناس إلى نور الله، و إرشادهم لحقوقهم الغادلة الاي أحقها الله لعباده وأخذها من دون خوف أو رعب ممن يظلمون و يتكبرون و يتجبرون و يسيرون على خطى الظلم و الظلام. فما كان خروج الحسين إلا لإقامة الحق و العدل بين الناس. فيسيرون على منهج النبوة الأصيلة التي كانت منهاجا مضيئا ينير دربهم و مسيرة حياتهم.
إن من ينحرفون عن منهج النبوة إنما ينحرفون عن منهج طريق الحق وطريقهم المستقيم الذي يرشدهم إلى نور العلم، نور الهداية، نور الفلاح في الدنيا والآخرة ؛ حيث يجعل مسيرة حياتهم وعيشهم في هذه الدنيا فيها كرامة و عز و حرية و إستقلال ليس فيه خضوع أو ذل أو هوان الذي يسيرعليه طريق الشيطان ويريد أن يحشد معه أكبر قدر من البشرية حتى يذهبوا معه إلى طريق جهنم ”
“قَالَ رَبِّ بِمَآ أَغْوَيْتَنِى لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِى ٱلْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ” وقال سبحانه
“قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ * قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ * لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ ”
ولذلك سيعمد الشيطان لتظليل الناس عن الحق، ويجعل قلوبهم ضعيفة، ويبث الرعب في قلوبهم، ويوهن من عزائمهم، و يضعف من قواهم ؛ حتى ينخرطوا في طريقه و هم صاغرين إلا عباد الله المؤمنين الذين يسيرون في طريق الحق والنور مؤمنين و متيقنين و متأكدين بنصر اللله المبين و بأن صرخة الحسين “هيهات منا الذلة” ستلحق بهم و تهزمهم و تصغر خدهم وتجعلهم في أسفل السافلين. فمن آمن بوعد الله و نصره المبين نصره الله في كل مواقفه وأعماله و تصرفاته وكان قوة جبارة في وجه كل ظالم لئيم معتد أثيم حاقد ماكر شرير.
فما في كتاب الله إلا حقائق سردها للبشر ليتفكروا،ليعقلوا،ليتأملوا، ويتدبروا ولا يكون هناك ملامة يوم القيامة و الحساب بأنهم لم يسمعوا أو يقرأوا عن الأحداث و الوقائع التي سردها القرآن في كتابه العزيز ففيه علم الأولين و الآخرين فالقرآن الكريم هو معجزة سيدنا محمد صلوات الله عليه وآله وسلم ومعجزة من أتبعه من المؤمنين المسلمين الذي به حصنهم وحماهم ومنع شر الأعداء أن يمكنهم” قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَٰذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا” فآيات الله واضحة ظاهرة ليس فيها لبس ولا تشكيك ووعده قاطع بأنه نصير المؤمنين وحاميهم وحافظهم .
“ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ ۚ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ”