*(كَرْبَلَاءُ .. مَصَابُ أُمَّةٍ)*
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
بقلم _ عَبْدُ الْإِلَهِ عَبْدُ الْقَادِرِ الْجُنَيْدِ
مَاذَا جَرَى يَا أُمَّةَ الْمُخْتَارِ
فِي *كَرْبَلَاءَ* الطُّفِّ لِلْأَطْهَارِ
يَا أُمَّةً جَارَتْ عَلَى أَعْلَامِهَا
وَهَدَاتِهَا بِالْقَتْلِ لِلْأَقْمَارِ
يَا أُمَّةً وَلَّتْ عَلَى أَعْقَابِهَا
بِالْهَجْرِ وَالْعِصْيَانِ وَالْإِدْبَارِ
وَيْلٌ لَهُمْ خَانُوا الرَّسُولَ بِغَيِّهِمْ
فَتَحَمَّلُوا لِلْمَقْتِ وَالْأَوْزَارِ
ذَبَحُوا الْحُسَيْنَ تَوَحُّشًا وَتَجَبُّرًا
وَتَجَرَّؤُوا بِالْعَمْدِ وَالْإِصْرَارِ
ذَبَحُوا الْحُسَيْنَ تَزَلُّفًا وَتَذَلُّلًا
وَتَقَرُّبًا لِلْفَاسِقِ الْخَمَّارِ
سُحْقًا لَهُمْ جَحَدُوا الْوَلَاءَ بِقَتْلِهِمْ
سِبْطَ النَّبِيِّ وَآلِهِ الْأَخْيَارِ
تَبًّا لَهُمْ طَعَنُوا الصَّفَاءَ بِقَتْلِهِمْ
نَجْلَ الْوَصِيِّ وَصَحْبِهِ الْأَبْرَارِ
سَفَكُوا دِمَاءَ الْأَنْقِيَاءِ تَرَبُّصًا
بِالْقَتْلِ وَالتَّنْكِيلِ وَالْإِحْصَارِ
وَتَعَرَّضُوا لِبَنَاتِ بِنْتِ نَبِيِّهِمْ
بِالسَّبْيِ وَالتَّعْذِيبِ يَا لَلْعَارِ
مَا بَالُ مَنْ عَرَفُوا الْهُدَى وَسَبِيلَهُ
أَيُقَابِلُونَ الْحَقَّ بِالْإِنْكَارِ
لَكَأَنَّهُمْ طَلَبُوا الْحَيَاةَ بِذِلَّةٍ
فَاسْتَبْدَلُوا الْأَطْهَارَ بِالْفُجَّارِ
أَوْ يُقَدِّمُونَ عَلَى ارْتِكَابِ جَرِيمَةٍ
لِلسُّحْتِ وَالْأَطْمَاعِ لِلدِّينَارِ
أَيُسَابِقُونَ إِلَى اقْتِرَافِ خَطِيئَةٍ
تَهْوِي بِهِمْ فِي مُسْتَقَرِّ النَّارِ
مِنْ هَوْلِهَا أَدْمَوْا فُؤَادَ مُحَمَّدٍ
وَمَلَائِكَ الرَّحْمَنِ فِي الْأَقْطَارِ
فَبَكَتْهُ لِلْكَوْنِ الْفَسِيحِ عَوَالِمُ
لِبُرُوجِهَا وَالْكَوْكَبِ السَّيَّارِ
لِوُحُوشِهَا وَجِبَالِهَا وَسُهُولِهَا
وَالطَّيْرِ وَالْأَشْجَارِ وَالْأَزْهَارِ
أَمْ يُحْقِدُونَ عَلَى النَّبِيِّ وَآلِهِ
وَالْبِضْعَةِ الزَّهْرَاءِ وَالْكَرَّارِ
أَمْ يَثْأَرُونَ لِيَوْمِ بَدْرٍ إِنَّهُمْ
مَا أَسْلَمُوا فَتَقَمَّصَّوا بِدِثَارِ
قَتَلُوا الَّذِي قَالَ النَّبِيُّ بِفَضْلِهِ
مِنِّي الْحُسَيْنُ مَشِيئَةَ الْجَبَّارِ
وَأَنَا الْحُسَيْنُ بِقَوْلِهِ وَفِعَالِهِ
وَقِيَامِهِ وَقِتَالِهِ الْكُفَّارِ
وَهُوَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ لِأُمَّتِي
وَهُوَ الْأَمَانُ لَهَا مِنَ الْأَخْطَارِ
وَهُوَ الْإِمَامُ فَسَلِّمُوا بِوَلَائِهِ
وَتَقَرَّبُوا لِلْوَاحِدِ الْغَفَّارِ
وَتَمَسَّكُوا بِوَلِيِّكُمْ لِنَجَاتِكُمْ
فَهُوَ الْقَرِينُ وَحَامِلُ الْأَسْرَارِ
إِنَّ الَّذِي لِلَّهِ دَانَ بِحُبِّهِ
نَالَ الرِّضَا وَمَحَبَّةَ الْقَهَّارِ
عَبَثًا أَرَادُوا أَنْ يُمِيتُوا ذِكْرَهُ
لَكِنَّهُمْ هَلَكُوا مِنَ الْأَعْصَارِ
فَتَحَوَّلَتْ أَشْلَاؤُهُ وَدِمَاؤُهُ
زَيْتَ الْوَقُودِ لِأَنْفُسِ الثُّوَّارِ
ضَحَّى فَأَضْحَى لِلْبَرَايَا مُرْشِدًا
وَمُعَلِّمًا لِلصَّبْرِ وَالْإِيثَارِ
لِلَّهِ كَانَ جِهَادُهُ وَقِتَالُهُ
لِلْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَالْمُكَارِ
مَا كَانَ يَوْمُ الطُّفِّ غَيْرَ مُصِيبَةٍ
حَلَّتْ بِآلِ الْمُصْطَفَى الْأَخْيَارِ
لَوْلَا السَّقِيفَةُ وَالرَّزَايَا وَالْهَوَى
وَتَآمُرُ الطُّلَقَاءِ وَالْأَشْرَارِ
وَتَنَكُّرٌ لِلْمُرْتَضَى وَتَحَوُّلٍ
بِوَلَائِهِمْ لِلْمَاكِرِ الْغَدَّارِ
مُسْتَبْدِلِينَ الدِّينَ الْحَنِيفَ بِمَنْهَجٍ
وَعَقِيدَةٍ صِيغَتْ مِنَ الْأَحْبَارِ
وَبِهَكَذَا ضَلُّوا الطَّرِيقَ بِجَهْلِهِمْ
وَهَوَوْا بِأُمَّتِهِمْ لِجُرْفٍ هَارِ
وَغَدَتْ حَيَاةُ الْمُسْلِمِينَ مُهَانَةً
يَحْيَوْنَهَا بِمَذَلَّةٍ وَصِغَارِ
فِي كُلِّ يَوْمٍ كَرْبَلَاءُ يَخَوضُهَا
أَبْطَالُ غَزَّةَ مَوْطِنِ السِّنْوَارِ
وَالْيَوْمَ قَدْ عَادَ الْحُسَيْنُ مُجَدَّدًا
بِمَسِيرَةٍ تَجْرِي عَلَى الْمِضْمَارِ
نَبَوِيَّةٌ عَلَوِيَّةٌ قَدْ عُمِدَتْ
بِدَمِ الْحُسَيْنِ وَسَيْفِهِ الْبَتَارِ
وَغَدًا يُنَادِي كُلُّ حُرٍّ ثَائِرٍ
فَحَبَاهُ رَبُّ الْعَرْشِ بِالْأَنْصَارِ
وَإِلَى الْجِهَادِ أَعَادَ بُوصَلَةَ الْعَدَاءِ
نَحْوَ الْعَدُوِّ الْغَاصِبِ الْمُنْهَارِ
فَأَمَدَّهُ مَلِكُ الْمُلُوكِ كَرَامَةً
بِالنَّصْرِ وَالتَّمْكِينِ وَالْأَنْوَارِ
فَبِهِ أَعَزَّ اللهُ أُمَّةَ أَحْمَدَ
فَلْتَنْصُرُوهُ يَا أُولِي الْأَبْصَارِ
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
اللهُ أَكْبَرُ
الْمَوْتُ لِأَمْرِيكَا
الْمَوْتُ لِإِسْرَائِيلَ
اللَّعْنَةُ عَلَى الْيَهُودِ
النَّصْرُ لِلْإِسْلَامِ