مظلومية كربلاء الطف وعاشوراء الحسين ..آل الجنيد في محافظة تعز.

بقلم_  بسام طه الجنيد.

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، الحمدُ للهِ الذي هدانا لهذا، وما كنَّا لنهتدي لولا أن هدانا الله.
والصلاةُ والسلامُ على سيِّدنا محمدٍ، الذي بعثه اللهُ رحمةً للعالمين، لينقذَ الأمة من الطغيان، والشرك، والجهالة، ويُخرجها من الظلمات إلى النور.
صلوات الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين، الذين نهجوا نهجه، وسلكوا طريقه، وحملوا رايته، ونصحوا لأمته.
في هذا اليوم، يوم عاشوراء، في العاشر من محرم، وقعت فاجعةٌ عظيمة، ومأساةٌ كبرى في تاريخ هذه الأمة…
الأمة التي دينها الإسلام، وسماها الله ونبيها: المسلمين.
تلك الفاجعة كان المفترض ألا يقع مثلها إلا في عصور الجاهلية، في عصور الظلمات، لكن ما حدث كان في قلب الساحة الإسلامية، وعلى أيدي من يُحسبون على الإسلام!
فما الذي حصل؟! لم نسمع في تاريخ الجاهلية بمجزرةٍ كحادثة كربلاء!
فكيف أصبحت الساحة الإسلامية مسرحًا لأحداثٍ مفجعة كتلك؟!
تعرَّضت أسرة آل الجنيد للتنكيل والذبح والقتل والسحل، على يد التكفيريين من الدواعش والسلفيين، لأن هذه الأسرة العريقة وقفت مع الحق ضد الباطل، وكان الاستهداف بحقها استهدافًا عِرقيًا وعقائديًا.
فتم تهجيرُنا قسرًا، ونجا البعض من الذبح، فلجأوا إلى العاصمة صنعاء، وإلى عدد من المحافظات: إب، ذمار، الحديدة، وغيرها.
وقدَّمنا – بفضل الله سبحانه وتعالى – عددًا كبيرًا من الشهداء في سبيل الله، من خيرة شبابنا:
مهندسون، أطباء، محاسبون، تربويون، طيَّارون، ضبَّاط، وخريجو الثانوية العامة وغيرهم.
وهم اليوم – بفضل الله – في ميادين الجهاد، في جميع الجبهات.
قام التكفيريون بحرق منازلنا وتدميرها، والاستيلاء على ممتلكاتنا وأراضينا وأموالنا، وسكنوا مساكننا بعد أن خربوها وهدّموها.
كما قاموا بتفجير المعالم والمساجد الروحانية التي شيَّدها أجدادنا منذ ما يقارب 600 إلى 800 عام، مثل جامع جمال الدين في قرية الصراري.
انطلق شباب أسرتنا لمواجهة الأعداء، والدفاع عن الدين، والأرض، والعِرض، ووقفوا بوجه الحرب العبثية التي شنتها أمريكا وإسرائيل وأذنابهم من دول الخليج (السعودية والإمارات).
وكان لنا شرف المواجهة في معارك كثيرة، أبرزها معركة النفس الطويل، وقدَّمنا خلالها كوكبة من الشهداء الأبرار الذين اصطفاهم الله.
وكذلك، واجهنا العدوان الصهيوني، ووقفنا مع إخواننا في غزة، وشاركنا في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس، دفاعًا عن الأقصى، ونيابةً عن الأمة، من أجل إعلاء كلمة الله والدفاع عن المقدسات.
هدفنا في هذه المسيرة القرآنية:
إعلاء كلمة الله ومناصرة المستضعفين.
وقد قال عميد الشهداء، المهندس الشهيد المجاهد العميد محمد طه عبداللطيف الجنيد (رضوان الله عليه) في وصيته:
“علينا أن نتمسك بهذه المسيرة: مسيرة الحق، مسيرة العزة، مسيرة الكرامة، هذه المسيرة التي نصرت المستضعفين، وهزَّت، وقهرت، وكسرت عروش المستكبرين، والطغاة، والظالمين.”

 

وقال أيضًا في 21 يوليو 2014م:
لن أموت إلا شهيدًا،
لن أموت إلا برصاصة صهيونية،
أو بقذيفة من دبابة،
أو بصاروخ من طائرةٍ لبني صهيون،
لن أُكفَّن إلا بدمي،
حتى إذا رأت أمي جثتي،
بكت عيناها فرحًا بشهادتي،
لن أموت إلا برصاص أعدائي،
حتى أدخل جنات الفردوس،
وحتى يراني شعبي،
فتشتعل في قلوبهم نار الإسلام،
لن أموت إلا فداءً للأقصى،
أولى القبلتين، مضحِّيًا.”

وقد صدقه الله وعده، فارتقى شهيدًا، وحقق الله له الأمنية التي تمناها.
لقد قصفت الطائرات الأمريكية والصهيونية والبريطانية – وأذنابهم من الخليج – منازلنا، وقتلت الشيوخ والنساء والأطفال، ودمرت البيوت على ساكنيها، تمامًا كما فعل الطغاة في كربلاء.
إن مظلومية آل الجنيد جريمة بشعة، ومجزرة مروعة، وتمثيل وحشي…
هي مظلومية تشبه فاجعة كربلاء الطف، وتشبه مجازر غزة العزة…
لأنها استهدفت أُناسًا تمسكوا بخط الإسلام الصحيح، وخط أهل البيت عليهم السلام، وخط الحسين عليه السلام، بعيدًا عن الزيف والتحريف والتشويه.
كربلاء علَّمتنا أن نُغيِّر الباطل.
عاشوراء الحسين علَّمتنا اتخاذ الموقف.
الحسين علَّمنا أن نعيش أعزَّاء.
(فهيهات منا الذلة)
وما زلنا نقدِّم، ونبذل، وننفق في سبيل الله، بأولادنا، وإخواننا، وأموالنا.
وسنمضي على خطى الإمام الحسين عليه السلام، وسنواصل درب الشهداء الذين قدَّموا أرواحهم ودماءهم الطاهرة لله، دفاعًا عن الدين، والعِرض، والمقدسات، ووقوفًا مع إخواننا في غزة العزة.

مبدؤنا وعقيدتنا:
النصر أو الشهادة
نسأل الله تعالى أن يوفقنا لما يُرضيه، وأن يُبصرنا، وأن يجعلنا من عباده المؤمنين الذين قال عنهم:
﴿يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ، أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ، أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ، يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ﴾
(المائدة: 54)
﴿رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا، وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا، وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ﴾
(البقرة: 250)

اللهم ارحم سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين، واجزه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.
والعن يزيد ومعاوية، وكل من سار على نهجهما في كل زمان ومكان، لعنةً وبيلاً.
اللهم انصر مجاهدينا،
وفك أسرانا،
واشفِ جرحانا،
وارحم شهداءنا،
واحفظ علمنا وقائدنا سيدي ومولاي السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي.
وصلّى الله وسلّم على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين.

الله أكبر
الموت لأمريكا
الموت لإسرائيل
اللعنة على اليهود
النصر للإسلام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى