[ العباس عليه السلام ]
بقلم _ الشيخ حسن عطوان
📌 عن الإمام الصادق ( عليه أفضل الصلاة والسلام ) أنّه قال :
( كان عمنا العباس بن علي نافذ البصيرة صلب الإيمان ، جاهد مع أبي عبدالله ، وأبلى بلاءً حسنا ومضى شهيدا ) ( 1 ) .
📌 الإمام الصادق ( عليه السلام ) أراد أنْ يؤكد هنا أنَّ الجهاد والبلاء الحسن في ساحات الصراع مع الباطل لايوفق لهما المؤمن إلّا بركيزتين :
📌 الأولى : أنْ يكون المؤمن نافذ البصيرة ، أي : واعياً عارفاً لأجل أي شيء يجاهد ومع مَنْ يجاهد ، وفي أيّ معسكر هو ، كيف يتعامل مع شبهات العدو وتقولاته .
📌 والركيزة الثانية : أنْ يكون صلب الإيمان .
📌 فهو بدون وعي سيكون كواحد من الخوارج والتكفيريين ، بل والموالين الضعفاء الجهال ، الذين يتقلبون مع كل ريح ، وتهزهم أبسط الشبهات !
📌 وبدون إيمان سيكون كمعاوية وعمرو بن العاص ..
وكذاك الذي حزَّ رأس الحسين وهو يعرف مَن هو ..
📌 روي : أنَّ سنان بن أنس ( لعنة الله عليه ) أدخل رأس الإمام الحسين على عبيد الله بن زياد ( لعنة الله عليه ) وهو يقول :
” املأ ركابي فضة وذهبا
إني قتلت الملك المحجبا
قتلت خير الناس أمّا وأبا .. ” ( 2 ) .
وكان قبل ذلك قد قال مخاطباً الإمام :
” والله إنّي لأحتز رأسك وأنا أعلم أنّك ابن رسول الله وخير الناس أباً وأمّا ” ( 3 )
📌 هو يعرف مَنْ قتل ، وعلى أية جريمة أقدم ، لكنّه قدّم شهواته الآنية في دنياه على آخرته .
📌 إنَّ إنتكاسة الأمة تنشأ من أحدى إزمتين ، إما إزمة وعي أو إزمة تدين ..
فضلاً عمّا إذا عانت من كلتيهما ؟!
📌 وأي أمة تريد أنْ تسير على خطى الحسين ومَن وقف معه فلابد لها من معالجة كلتا الإزمتين ، وإلّا فلن توفق للوقوف مع من يمثل خط الحسين ..
بل لن توفق للوقوف مع الإمام الحجة ( عجل الله تعالى فرجه الشريف ) .
********
( 1 ) الحسيني ، السيد جمال الدين أحمد بن علي المعروف بإبن عنبة ، ( ت : 828 هج ) ، عمدة الطالب ، ص 356 ، منشورات المطبعة الحيدرية ، النجف الأشرف .
( 2 ) الصدوق ، محمد بن علي بن الحسين ، ( ت : 381 هج ) ، الأمالي ، ص 227 ، مؤسسة البعثة ، قم .
( 3 ) المجلسي ، العلّامة محمد باقر ، ( ت : 1111 هج ) ، بحار الأنوار ، ج 44 ، ص 322 ، مؤسسة الوفاء ، بيروت .
************
عظّم الله أجوركم .
[ حسن عطوان ]https://t.me/+dfbSHH50x3c1MjE6