الإيمان لا يُقاس بالصواريخ.. بل بالبصيرة والثبات على الحق
بقلم _ محسن المدرسي
🔴 في الحرب الأخيرة التي فرضها الغرب على الجمهورية الإسلامية في ايران.. كان ايمانُ بعضنا يترنَّح حسب اتجاهِ اطلاقِ الصواريخ.
فإن اغتال الكيان الغاصب شخصيةً، أو اطلق صاروخاً اعتراضياً، أو قصف موضعاً انخفض مستوى الايمان، و قلَّ اليقين بوعدِ الله بالنصر، وضعف الإيمان بقدره..
وان اطلق المؤمنون صاروخاً فتاكاً، وسقط على رؤوس الصهاينة، ارتفع مستوى الايمان به، وكان مقدار ارتفاع الايمان يرتبط بنوعِ الصاروخ.. ف”خرمشهر” أقوى لإيمانهم من “فجر”، و”خيبرشكن” ينافس “فتّاح”.
لكن، إن هذا الايمان “الصاروخي” خطر على مستقبلنا، لأنه يربط الايمان باتجاهِ اطلاق الصورايخ، ويجعله مرتبطاً بالغلبة لا الحق.
ولو كان صاحب هذا الايمان حاضراً في يوم أحد، أو في يوم الأحزاب – اذ بلغت القلوب الحناجر-، أو في صفين، أو في كربلاء.. لارتدَّ عن ايمانه، وجعل الحقَّ في قريش مشركةً أو منافقة، وجعل أبا سفيانَ أقرب إلى الربِّ من النبي (ص) أو معاوية من علي (ع)، أو يزيدَ من الحسين (ع).
أما المؤمن فعلى خلاف ذلك تماماً.
إنَّه على يقين من جبهته، منتصراً كان أو مغلوباً.. ومثاله ما قاله عمار بن ياسر (رض) حين اعترضت عليه عائشة بعد معركة جمل، بعد أن وبَخها:
اسْتَبْصَرْتَ يَا عَمَّارُ مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ غَلَبْتَ؟
فأجابها: أَنَا أَشَدُّ اسْتِبْصَاراً مِنْ ذَلِكَ، أَمَا وَ اللَّهِ لَوْ ضَرَبْتُمُونَا حَتَّى تُبَلِّغُونَا سَعَفَاتِ هَجَرَ لَعَلِمْنَا أَنَّا عَلَى الْحَقِّ وَ أَنَّكُمْ عَلَى الْبَاطِلِ!
فبصيرة المؤمن هي مفتاحُ ايمانه الحديدي، وهي ما ينبغي البحث عنها، وفي زمن الفتن، فإن البصيرة لا تقل أهميةً عن الانتصار نفسه.