المدن المقدسة شريان اقتصادي يُنعش الأسواق العراقية

كنوز ميديا – تقارير

في مشهد يتكرر كل عام لكن بأثر اقتصادي متجدد، يتوافد ملايين الزائرين من داخل العراق وخارجه إلى المدن المقدسة ،كربلاء والنجف وسامراء والكاظمية وغيرها ، لأداء الزيارات الدينية في مناسبات مثل عاشوراء والأربعين وذكرى استشهاد وولادات الائمة الاطهار عليهم السلام.

هذا التدفق البشري الهائل لم يعد فقط تعبيرا عن الولاء الديني، بل تحول إلى قوة اقتصادية ملموسة تحرك الأسواق داخل العراق، وتحيي قطاعات النقل والفندقة والتجارة، بل تدفع عجلة البنية التحتية في العراق نحو التحسن.

حيث أشارت تقارير رسمية حول ازدهار الأسواق والفنادق في العراق خلال موسم الزيارات المليونية للأضرحة المقدسة ، فبلغ العدد أكثر من 21 مليون زائر شاركوا في مراسيم الأربعين العام الماضي، وفق العتبة الحسينية المقدسة حيث دخل نحو 3،37 مليون زائر أجنبي عبر الحدود في تلك الفترة ، مما ساهموا في حركة الفنادق والإسكان ، حيث تضم كربلاء المقدسة 900 فندق ما تشكل ثلث فنادق العراق وفق حجوزات مسبقة تقارب عدة أشهر قبل حلول الزيارة ، ناهيك عن خدمات النقل حيث تم تشغيل مايقارب 23 قطارا وقرابة 1.200 حافلة بين محافظتي النجف وكربلاء وأكثر من 1000 أخرى ضمن طرق داخلية وخارجية بالإضافة الى آلاف المركبات التي تنقل الزائرين من باقي المحافظات العراقية والمنافذ الحدودية ، فيما تستقبل مطارات بغداد والنجف وكربلاء والبصرة ملايين الزائرين من كل أنحاء العالم  ، ناهيك عن ازدهار حركة الأسواق والتبضع من قبل المواكب الحسينية التي تشتري بملايين الدنانير من جيبوهم الخاصة مما تسهم بزيادة السيولة النقدية داخل البلاد بشكل غير مسبوق طيلة السنة .

وقد أشارت تقارير اقتصادية الى أن الإيرادات السنوية من السياحة الدينية في العراق تقدر بـ6 مليارات دولار أي نحو 3 % من الناتج المحلي الإجمالي .

وفي ذات السياق أكد الخبير الاقتصادي أحمد الوائلي  أن “الزيارات المليونية للأضرحة المقدسة تنعش الاقتصاد العراقي وتعيد نبض الأسواق وحركة السكن والمرور ، مبينا ان أصحاب المواكب يقومون بعملية شراء المواد الغذائية بكميات كبيرة جدا لم تشهدها الأسواق العالمية الأخرى حيث يقومون بواجب الضيافة والكرم للوافدين لزيارة المراقد المقدسة” .

وأضاف الوائلي أن “ازدياد الطلب على تأجير الفنادق والسكن في المناطق المقدسة يرتفع بشكل ملحوظ مع اقتراب أي زيارة مما يسهم بإنعاش حركة السكن ، كما ينعش قطاع النقل العام والخاص في نقل الزائرين من والى المنافذ الحدودية بالنسبة للوافدين الاجانب ناهيك عن حركة النقل الداخلية بين المحافظات التي تستمر عدة أيام قبل موسم الزيارة” .

ويُعد العراق من أبرز الوجهات الدينية في العالم الإسلامي نظرا لاحتضانه أغلب المراقد المقدسة للائمة الاطهار حيث تشهد هذه المدن تدفقا متصاعدا للزوار من داخل العراق وخارجه لاسيما زيارة الأربعين التي أصبحت من أكبر التجمعات الدينية في العالم وتحولت هذه المناسبات المليونية الى مصدر اقتصادي مهم يُعد الثاني للاقتصاد العراقي بعد النفط .س222

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى