قفوا موقف الطيور علی الأقل!

بقلم _ د.أمل الأسدي

يُفترض أن أقول: كونوا بمروءة الطيور علی الأقل!! فالحيوانات أمم مثل البشر كما قال تعالی:((وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُم… ))
والمروءة: اسم يدل علی الأفعال والأخلاق التي تقبَلُها النُّفوسُ السَّليمة، والمُروءة: حُسن العِشرة، وحِفظ اللِّسان، وترك ما يعيب.
وقد ورد في المصادر التأريخية أنه بعد استشهاد الإمام الحسين وأهل بيته وأصحابه(عليهم السلام) هبطت الطيور قرب أجسادهم وأخذت تصيح وكأنها تنوح وتبكي علی ما حلّ بهم، وفي رواية أخری هبطت الغربان وعلا صوت النعيق تعبيرا عن الحزن والوحشة التي غطت المكان كله! وتنقل المصادر ـ أيضاـ أن أهل المدينة شاهدوا طيرا مضمخا بالدماء، يرفرف و ينوح فوق قبر الرسول الأعظم (صلی الله عليه وآله) وقد اجتمعت حوله الطيور وأخذت تنوح مثله، فلم يعرفوا قصة هذا الطير حتی وصل خبر اسشهاد الإمام الحسين (عليه السلام)!

اليوم وبعد 1400 سنة تقريبا ألا يستطيع العرب أن يكونوا مثل هذه الغربان والطيور؟!!
مرت قرون عديدة علی إخراجهم الإمام الحسين وأهل بيته من مدينة جدهم، ثم محاصرته والتآمر عليه للغدر به وقتله في بيت الله الحرام، ثم اجتمعوا عليه وبأموال يزيد الأموي اللعين وقتلوه، ولم يحفظوا حرمةً لأحد، لا لطفل صغير، ولا لامرأة ولا لشيخٍ كبير، ولا لإمام!!
واليوم وبعد كل هذا التراجع والهزيمة والذل الذي تعيشه الأمة العربية، وبعد تسلط أراذل الغرب عليها، علی الرغم من ذلك كله عجزت أن تكون بموقف الغربان والطيور والوحوش!! فما زالوا أدواتٍ بيد الشيطان، ومازالوا يقفون موقف المتفرج علی المظلومين، نساءٌ منهم تُقتل وتسبی، وأشلاء أطفال متناثرة، وشيوخ تهان، وجذور يراد اقتلاعها من أرضها!
وهم بكل وقاحةٍ شيطانيةٍ يهاجمون من يحب الإمام الحسين ويحيي ذكراه!!
وفي هذه اللحظات الحاسمة التي تتكرر في كل عام، نحمد الله علی أننا عراقيون، نعيش في العراق الذي يمتلك هوية اجتماعية شيعية إسلامية، تراعي رسول الله وأهل بيته!
فتتوقف الحياة الاعتيادية عندنا في أيام عاشوراء، ويصبح كل شيء فيها بتوقيت الحسين!
وهكذا سلّمنا اللهُ تعالی من أن نكون من الشامتين برسول الله وأهل بيته، أو أن نكون من الفرحين بمصاب محمد بن عبد الله وفاطمة الزهراء، وعلي بن أبي طالب، أحباب الله وصفوته وحملة رسالته الخاتمة.

#سلمٌ لمن سالمكم وحربٌ لمن حاركم
عظم الله أجوركم وأحسن عزاءكم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى