سلاح المقاومة: وديعة الإمام المهدي (عج)..!
بقلم _ وليد الطائي
في عالمٍ تمزقه المصالح وتحكمه قوانين الغاب، يبقى للحق رجاله، وللعدل أهله، وللإمام المهدي (عج) جنوده المنتظرون. سلاح المقاومة الإسلامية في العراق ليس مجرّد بندقية، ولا صاروخًا عابرًا للحدود، بل هو عهدٌ مكتوب بدماء الشهداء، ووديعةٌ محفوظة بيد رجالٍ نذروا أعمارهم ليوم الظهور العظيم.
إنّ هذا السلاح لم يُحمل عبثًا، ولم يُرفع لمآرب دنيوية، بل هو أمانة تاريخية، اختارها الله لرجالٍ صدقوا ما عاهدوا الله عليه، ليكونوا طليعة التمهيد ووقود العدل الإلهي القادم. من ساحات جرف النصر إلى خنادق آمرلي وتلال العظيم، كانت البنادق تهتف باسم صاحب العصر والزمان، وكانت الصواريخ تُطلق بنية نصرة المستضعفين لا نُصرة سلطان.
السلاح الذي لا يُباع ولا يُشترى
في زمنٍ انهارت فيه القيم، وارتفعت فيه رايات التطبيع والخيانة، بقي سلاح المقاومة الإسلامية في العراق خارج أسواق السياسة. لا يُباع في المزادات، ولا يُهادَن في الاتفاقيات، لأنه ببساطة: وديعة الإمام المهدي (عج). كل طلقة فيه مرتبطة بعقيدة، وكل إصبع يضغط الزناد يعلم أنه في خدمة المشروع الإلهي الكبير.
من فقه الدم إلى فقه الدولة
تحولت المقاومة من جماعات مطاردة إلى قوى منظمة تقود مشروعًا وطنيًا وشعبيًا. لا لأنها ركبت موجة السياسة، بل لأنها فهمت فقه الدم، وأدركت أن السلاح بدون بصيرة يتحوّل إلى فوضى، وأن المقاومة ليست فقط في الميدان، بل في البناء، والتربية، والثبات العقائدي.
أعداء الداخل قبل الخارج
اليوم، أكثر ما يُخيف أعداء العراق والمقاومة ليس مجرد امتلاك السلاح، بل إيمان المجاهدين بأنهم على موعد مع المهدي، وأنّ هذا السلاح لن يُسلم إلا لإمام الزمان، مهما تكالبت قوى الاستكبار من واشنطن إلى تل أبيب، ومن عملاء الداخل إلى مرتزقة الخارج.
هم يحاولون سلب السلاح من يد المقاوم، لأنهم يعلمون أنه ليس مجرد حديد، بل رمز الانتظار، وراية الثأر الحسيني، وسيف العدالة المهدوية. هم يريدون نزع السلاح من العراق، لأنهم يعلمون أن المهدي لن يظهر في بلدٍ أعزل، بل في عراقٍ تصنعه البنادق المؤمنة، وتحرسه دماء المضحين.
بين الوعد الإلهي والواجب الشرعي
لا خيار أمام أبناء المقاومة سوى الثبات، لأنهم لا يدافعون عن حزب أو فصيل، بل عن أمانة الأئمة، ووصية الزهراء، وراية كربلاء. سلاحهم اليوم هو ميزان العدالة، ومفتاح النصر، وتذكير يومي بأنهم يعيشون على العهد، وعلى الساتر، وفي كل طلقة: “لبّيك يا مهدي”.
الخاتمة: نحن نحمل وديعة لن نسلّمها إلا لصاحبها
سلاحنا ليس ملكنا… هو أمانة في أعناقنا حتى يظهر الإمام المهدي (عج). لن يُسلَّم لحكومة، ولا يُسلم لمؤتمر دولي، ولا يُوضع في مخزن تحت سلطة عميل أو تابع. هو وديعة، وحينما يعود صاحب الوديعة، سنقول له بكل شرف: “يا مولاي، حفظنا الأمانة… فخذها بيدك الطاهرة.