السيد القائد (أبو جبريل) والذين معه يتصدرون المشهد ويدشِّنون مرحلة خطيرة من التصعيد مع العدو الغاصب

بقلم _ طوفان الجنيد

في خضمِّ التحديات الكبرى التي تواجه الأمة العربية والإسلامية، وما تشهده المنطقة من تطورات وأحداث وأجندات خبيثة يحاول الأعداء فرضها، ورسم خارطة جديدة تتوافق مع أطماعهم الاحتلالية، وفي ظل استمرار الصلف الصهيوأمريكي وارتكابه أبشع الجرائم اللاإنسانية والإبادة الجماعية بحق سكان غزة — قتلًا وقصفًا وتجويعًا — في ظل صمت عالمي، وتواطؤ أممي، وتخاذلٍ أخوي عربيٍّ مخزٍ ومشين، تبقى الجبهة الإسنادية ليمن الأنصار والأحرار، يمن الإيمان والحكمة والبأس الشديد، ثابتةً في الصمود والعطاء والتضحية منقطع النظير.
ويبرز السيد القائد أبو جبريل — سلام الله عليه — ومعه أولي البأس الشديد في القوات المسلحة اليمنية كجبهة أساسية قوية ومؤثرة على العدو، أصابته بالدوار والعجز والموت السريري منذ انطلاق معركة “طوفان الأقصى” في السابع من أكتوبر 2023، من خلال معادلة الردع الجديدة التي فرضها الأنصار، والمتمثلة في فرض الحظر البحري والجوي على الكيان، والاستهداف المستمر لقلبه وعمقه، بعمليات عسكرية دقيقة ومؤثرة، باستخدام الصواريخ الباليستية المجنحة والمتطورة، والطائرات المسيّرة.
وكان آخر هذه العمليات يوم أمس الأحد، العاشر من محرّم 1447هـ، حيث دشّنت القوات المسلحة اليمنية مرحلةً جديدة وخطيرة من التصعيد، تمثّلت في استهداف سفينة شحن تابعة للكيان في عرض البحر الأحمر بواسطة زورقين بحريين، وخمسة صواريخ مجنحة، وثلاث طائرات مسيّرة، وتم إصابتها إصابة مباشرة، وإغراقها ودفنها في قاع البحر — حسب ما جاء في البيان العسكري على لسان الناطق العسكري العميد سريع، والمرفق بالصور الموثقة — مما أغاظ العدو المجرم، فدفع بسرب من مقاتلاته للاعتداء على اليمن كما فعل سابقًا، حيث اعتدى على منشآت مدنية، وموانئ، ومطارات مدنية.
وهنا كانت المفاجأة الكبرى والعنصر الردعي الجديد، والمتمثل في الدفاع الجوي اليمني، الذي تصدى لمعظم التشكيلات الجوية للعدو خارج الأجواء اليمنية، وأجبر طيرانه على المغادرة، مما أصابه بالذعر والارتباك، فقام بتفريغ حمولته على موانئ الحديدة، والصليف، ورأس عيسى، ومحطة الكهرباء في الكثيب — وكلها أهداف مدنية سبق أن قصفها من قبل.
وبينما كان العدو يلمّ شتاته، ويصحو من سكرته وحيرته، إذا بالرد اليمني المزلزل يهزّه بعد ساعة واحدة من اعتدائه، عبر عملية عسكرية مشتركة استهدفت أهدافًا متعددة داخل الكيان، باستخدام أحد عشر صاروخًا وطائرة مسيّرة، شملت: مطار اللد، ميناء أسدود، كهرباء عسقلان، وميناء إيلات، وقد أُصيبت جميعها إصابة مباشرة، وفشلت الدفاعات الجوية للعدو في اعتراضها — بحسب اعتراف العدو نفسه.
كما ألقى رئيس المجلس السياسي الأعلى، المشير الركن مهدي المشاط، كلمةً بارك فيها للقوات المسلحة اليمنية بكل قطاعاتها، وأرسل من خلالها رسائل نارية للعدو الصهيوني ومن معه، مؤكدًا الاستمرار في الدعم والإسناد لغزة حتى النصر، ومحذرًا من التمادي في العدوان على اليمن واستمرار الجرائم في غزة، ومتوعدًا العدو بمفاجآت قادمة لم يشهدها من قبل، ولم يعرف لها مثيلًا.

الخاتمة:
ليعلم العدو المتغطرس أن اليمن اليوم ليس كأمس، وأن زمن الدفاع قد ولى، وزمن الهجوم قد بدأ.
الأجواء اليمنية لم تعد مستباحة، والموقف اليمني مع غزة، ومع القضية الفلسطينية، ومع كل قضايا الأمة الإسلامية، موقف ثابت ثبوت الرواسي، لا تغيّره المتغيرات، ولا تزحزحه التحولات، ولا تُرهقه التضحيات.
وقد أُعدّ العدة واستُعدّ لكل التطورات، متوكّلين على الله القوي الغالب، قاهر الجبّارين، وقاصم المستكبرين…
وهو حسبنا ونِعم الوكيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى