امتداد البغض لأهل البيت أساس إنقسام المسلمين عبر العصور
بقلم _ مبارك حزام العسالي
المشكلة التي نراها اليوم ليست محصورة في مجرد كراهية أو تجاهل أهل بيت رسول الله “صلى الله عليه وآله” الموجودين في عصرنا الحالي؛ بل هي أعمق من ذلك بكثير؛ حيث امتدت لتشمل من كانوا معه في حياته، ومن أتوا بعده من ذريته الطاهرة على مر العصور. هذا البغض، أو على الأقل التجاهل المتعمد والتحريف، يمثل جرحًا غائرًا في جسد الأمة، ويؤثر على فهمنا للتاريخ الإسلامي وللمبادئ التي جاء بها النبي محمد صلى الله عليه وآله؛ وهذا أمر خطير جدًا لعدة أسباب منها :
▪المساس بالمودة الواجبة: القرآن الكريم أمر بالمودة لأهل البيت، كما في قوله تعالى: {قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ}.
عندما يتحول الأمر إلى بغض أو عداء، فإن ذلك يتعارض بشكل مباشر مع النص القرآني.
▪التأثير على فهم السيرة النبوية: أهل البيت كانوا الأقرب للنبي صلى الله عليه وآله، وهم حملة علمه ورسالته؛ تجاهلهم أو تحريف مكانتهم يؤدي إلى فهم مبتور أو مشوه لسيرة النبي وسنته، وكأننا نفصل جزءًا أساسيًا من الصورة الكلية.
▪التفرقة بين المسلمين: التاريخ يشهد أن قضية أهل البيت كانت ولا تزال نقطة خلاف وتفرقة بين المسلمين؛ عندما يتجذر البغض لهم، فإنه يغذي هذه الانقسامات ويزيد من حدة الشقاق بدلاً من توحيد الصفوف.
▪ظلم التاريخ والحقيقة: إن تزييف الحقائق التاريخية المتعلقة بأهل البيت، أو الانتقاص من قدرهم، هو ظلم لهم وللتاريخ الإسلامي بأسره؛ يجب أن يكون التعامل مع التاريخ مبنيًا على الإنصاف والدقة، لا على الأهواء المسبقة.
كيف يمكن مواجهة هذه المشكلة؟
▪العودة إلى المصادر الأصيلة: يجب الرجوع إلى القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة الثابتة، وما صح من أقوال الصحابة والتابعين في فضل أهل البيت ومكانتهم.
▪نشر الوعي الصحيح: توعية الناس بمكانة أهل البيت وفضلهم وحقوقهم، بعيدًا عن الغلو أو التجاهل؛ هذا يتطلب جهودًا من العلماء والدعاة والمثقفين.
▪تعزيز المحبة والوحدة: التأكيد على أن محبة أهل البيت هي جزء من محبة النبي صلى الله عليه وآله، وهي سبيل للوحدة والتآلف بين المسلمين، لا للتفرقة.
▪التصدي للشبهات والأكاذيب: الرد على أي محاولات لتشويه صورة أهل البيت أو نشر الأكاذيب حولهم، بأسلوب علمي وعملي ومنطقي.