ملحمة الإيثار والبطولة والعزاء

بقلم _ زمزم العمران

وعـلـيـكَ حـــزنٌ قـــد تـــوارثَ جـمـرَه
جــيــلٌ فــجـيـلٌ والــمُـصـاب جـلـيـلُ

كان الإمام زين العابدين (ع) مثال الصبر والثبات في مأساة كربلاء، فرغم المصاب الجلل، واجه المحنة بعقل راجح وعاطفة متزنة، حتى في حديثه مع والده الحسين (ع) في قلب المعركة.

ويُعد أول مجلس عزاء على الإمام الحسين (ع) ما أقامه زين العابدين (ع) في الشام، حيث خطب في الجامع الأموي، وعدّد صفات أبيه ومظلوميته، وأبكى الحاضرين، فكان هذا المجلس بداية إحياء المصاب الحسيني.

المآتم الحسينية ليست فقط لإحياء الذكرى، بل هي منابر لنشر ثقافة الإسلام، فهي مدرسة يتعلّم فيها الجميع، من مختلف الطبقات والأعمار، المفاهيم الدينية والأخلاقية والتربوية والاجتماعية.

ويروي العلّامة المجلسي عن دعبل الخزاعي، أنه دخل على الإمام الرضا (ع) في محرّم، فوجده جالساً جلسة الحزين، وقال له الإمام:
“يا دعبل، من بكى وأبكى على مصابنا كان أجره على الله، ومن ذرفت عيناه على مصاب جدّي الحسين حشره الله معنا في زمرتنا”.

ثم أمر الإمام بنصب ستر، وأجلس أهل بيته خلفه ليبكوا على جدّهم الحسين (ع)، وقال لدعبل:
“ارثِ الحسين، فأنت ناصرنا ومادحنا ما دمت حيّاً”.

فأنشد دعبل قصيدته الخالدة:

أفاطم لو خلتِ الحسين مجدّلاً
وقد مات عطشاناً بشطِّ فراتِ
إذاً للطمتِ الخدّ فاطم عنده
وأجريتِ دمع العين في الوجناتِ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى