العداء المستحكم(نفي الصلب)

بقلم _ علي النقشبندي

سبحان من يجمع بين المتناقضات،ويؤلف بين المتضادات،فبينما يوضح الانجيل الحالي بكل اسفاره(العهد الجديد)مدى العداء المستحكم بين اليهود (بنو اسرائيل)واتباع السيد المسيح وأتباعه حيث التهم والافتراء على السيد المسيح وأمه العذراء عليهما السلام،ادت اخيرا الى الوشاية به لدى الحاكم الروماني(بيلاطس)ومن ثم صلبه ودفنه وقيامه بعد ثلاثة أيام على رواياتهم،ومن ثم تأليهه وتثليثه،وتسميته الفادي(فدى نفسه لمغفرة خطايا كل البشر، فهوالذي ينقذ ادم (ع)اثر خطيئته ويخرجه من قعر جهنم،يوم الدينونة،حيث لا علاج للمغفرة الا بالفداء ،باعتباره الذبيح الحقيقي من نسل اسحق حين فداه الله بكبش وامسك ابراهيم عن ذبحه،وهكذا نشأت عقيدة الفداء والذبيح والذبح،ويرد القران الكريم وهو أصدق الحديث( إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ)حيث لا ذبح ولا صلب وإنما هو مكر ورفع ورجوع ثم تصحيح عقيدة وبراءة من الصليبيين،وعقيدة التثليث في السيد المسيح وأمه العذراء ثم موته(ع) والايات ١٥٥و١٥٦و١٥٧ من سورة النساء توضح هذا العداء الى قوله تعالى (….وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا)اما
عدم صلبه ففي انجيل يوحنا واضح وضوح الشمس، حيث جاء في إنجيل يوحنا الاصحاح العشرون(١٩الى٣٠)اختصارا بعد ادعاء وتنفيذ الصلب مايلي(كان التلاميذ مجتمعين لسبب الخوف من اليهود،جاء يسوع ووقف في الوسط وقال لهم سلام عليكم،ثم أراهم يديه وجنبه)(٢٠-١٩)ثم كلف التلاميذ(الحواريون)بالتبشير قائلا (سلام عليكم،كما ارسلني الاب ارسلكم انا) (٢٠-٢١)وهو بعد تعيينه للوصي(بطرس)حيث (سنخصص له حلقة خاصه) بمثابة اكمال المسيرة.
وقال توما احد التلاميذ الذي كان غائبا عن الاجتماع حين قال له الآخرون لقد رأينا الرب فقال لهم(ان لم ابصرفي يديه اثر المسامير واضع اصبعي في اثر المسامير،واضع يديه في جنبه لا اؤمن)(٢٠-٢٥).
وبعد ثمانية ايام أراهم السيد المسيح نفسه وتوما الشاك معهم(فجاء يسوع والأبواب مغلقه ووقف في الوسط وقال سلام عليكم،ثم قال لروما هات اصبعك الى هنا وابصر يديه وهات يدك وضعها في جنبي ولا تكن غير مؤمن بل مؤمنا……فقال له يسوع لأنك رأيتني يا توما امنت،طوبى للذين آمنوا ولم يروا) (وايات اخر كثيرة صنع يسوع قدامتلاميذه ولم تكتب في هذا الكتاب(٢٠-٣٠) وفي كل الاقوال والحوادث اوالتي ذكرتها اناجيلهم دلالات واضحة على الأمور التاليه.
–عدم صلبه بعد ان أراهم نفسه بكامل جسده وعدم وجود اثر مسامير الصلب في اليدين، وجرح طعنة الحربة في الجنب.
–ان المطلوب كان غير السيد المسيح وهو شبيهه ويدعى يسوع الناصري وهو غير عيسى بن مريم (ع)
–ان استمرار المسيرة والتصدي للظلم وخاصة اليهود هو واجب ومسؤولية التلاميذ(الحواريون)أنصار الله.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللهِ فَآَمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ)
علي النقشبندي
١٤٠٤/٤/١٨

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى