تخرج دورة 113 في الكلية العسكرية الأولى… بين الفخر الوطني والمعاناة التنظيمية
بقلم: محمد فخري المولى
مسؤول مؤسسة #العراق_بين_جيلين الإعلامية
شهدت الكلية العسكرية الأولى في الرستمية، احتفال تخرج دورة 113، الحدث الذي يُعد محطة وطنية فارقة في صناعة أبطال الغد وحماة الوطن. توافدت العوائل من مختلف المحافظات العراقية منذ ساعات الفجر الأولى، في صورة مفعمة بالفرح والاعتزاز، لمشاركة أبنائهم هذا الإنجاز العظيم.
لكن، ما كان يُفترض أن يكون يوماً مفعماً بالفخر الوطني، اختلط للأسف بمعاناة تنظيمية أثرت سلباً على مشاعر الأهالي وأجواء الاحتفال.
مشهد لم يكن بالمستوى المأمول
رغم المساحة الشاسعة لمنطقة الرستمية والجبهة المحيطة بالكلية، والتي كان من الممكن أن تستوعب آلاف الزوار، إلا أن الخطة التنظيمية لم تأخذ هذا بعين الاعتبار. إذ تم قطع الشارع المؤدي إلى الباب الخلفي للكلية قرابة الساعة السادسة صباحاً، ما أدى إلى تراكم مئات المركبات وازدحام شديد امتد من تقاطع الخط السريع مع قناة الجيش، مروراً بجسر الرستمية، حتى شمل الاتجاهات الأربعة، وحتى الجزرات الوسطية لم تسلم من وقوف المركبات.
مسيرة راجلة في طريق غير معبّد وغرامات مرورية!
الأهالي الذين حضروا منذ الرابعة فجراً اضطروا إلى السير لمسافة تزيد عن كيلومتر في طريق غير معبّد، تحت حرارة الشمس، حاملين أطفالهم وكبار السن معهم، في مشهد مؤلم لا يليق بمكانة الكلية العسكرية الأولى، ولا بمكانة العوائل العراقية التي جاءت لتُكرّم أبناءها.
ولم يكتفِ المشهد بهذا، بل سُجّلت غرامات مرورية بحق عدد من المركبات المتوقفة اضطرارياً في الخط الثاني، بسبب الزخم الخانق، ما أضفى على أجواء الفرح طابعاً من الاستياء والانزعاج.
رسالة مفتوحة لأصحاب القرار
نتوجه بهذه الرسالة إلى:
دولة رئيس الوزراء الأستاذ محمد شياع السوداني المحترم
السيد وزير الداخلية المحترم
السيد وزير الدفاع المحترم
باسم عوائل ومحبي طلبة دورة 113، نطالب بوضع خطة تنظيمية متكاملة لاستقبال العوائل في احتفالات التخرج القادمة، تتناسب مع الأعداد الكبيرة المتوقعة، وتأخذ بالحسبان واقع المنطقة الجغرافي، مع إنهاء ملف القطوعات المرورية غير المبررة، والتي تؤثر سلباً على المناسبة.
إن الكلية العسكرية الأولى ليست مجرد مؤسسة تعليمية، بل هي مصنع الأبطال، ويستحق خريجوها وعوائلهم كل الاحترام والتنظيم اللائق بيوم تخرجهم.
في الختام…
نُثمن جهود كافة القوات الأمنية والتنظيمية في حماية المناسبة، لكننا نؤكد على ضرورة إعادة النظر في آليات التنظيم مستقبلاً. فالفخر الوطني لا يكتمل دون راحة وكرامة المواطنين المشاركين فيه.
المرفق: نسخة من إحدى وصولات الغرامة المرورية المسجّلة خلال المناسبة.