يزيدُ الطغيانُ وقادتُه: ابن زياد، وابن سعد، والشمر، وحرملة… مرّوا من هنا، من قريتنا (المطالي – تعز)!

بقلم _  طوفان الجنيد

 

على ضوء ذكرى كربلاء الطف، وفي هذه الأيام الحزينة، والقلوب المتفطّرة كمداً وأسى، وحزناً على المظلومية الكبرى، والمأساة الكربلائية لآل بيت المصطفى ﷺ في كربلاء عام 61 للهجرة، تلك الجريمة الفظيعة والمجزرة العظيمة التي ارتكبها الجيش اليزيدي بسيوفٍ محسوبة على الإسلام…

وبما أن الحادثة لم تكن مجرد رواية تُحكى، أو تاريخاً عابراً، بل هي حاضرةٌ متجذّرةٌ ومتجددةٌ في كل زمان ومكان…

فقد بعث إليّ أحد الأحرار المظلومين والمهجّرين قسرياً من تعز، من عزلة الأقروض – قرية المطالي، برسالةٍ مؤثرةٍ جاء فيها:

 

“الحمد لله وكفى، وصلاةً وسلاماً على رسولنا وحبيبنا وشفيعنا محمد المصطفى، وعلى آله الأطهار النجباء.

وبعد… سيدي الكريم طوفان الجنيد، سلامٌ من الله عليكم ورحمته وبركاته، وعظّم الله لنا ولكم الأجر بمصابنا ومصابكم الأليم، ذكرى استشهاد سيد الشهداء أبي عبدالله الحسين وأهله وأصحابه (عليهم السلام) في أرض الثورة والحرية – كربلاء الطف.

ومن خلالكم، نبعث خالص التعازي وعظيم المواساة إلى سبط رسول الله ﷺ، سماحة السيد العلم عبدالملك بدر الدين الحوثي (سلام الله عليه)، وإلى جميع قيادات الأنصار، وكل الشرفاء والمجاهدين الأحرار في اليمن، وباقي محور المقاومة والجهاد، وكافة أحرار العالم.

وإنّا إذ نُشاطركم الأسى والحزن – أنتم وآل الرميمة وآل الجنيد – بذكرى كربلاء العصر، نقول لكم:

عظّم الله أجوركم بشهدائكم العظماء ومآسيكم المؤلمة؛ فمصابنا واحد، وقضيتنا واحدة، ودماؤنا واحدة، وعدوّنا هو نفس العدو الظالم، الباغي، التكفيري، الإرهابي، اليزيدي… وامتداده قائم منذ ذلك الزمان إلى اليوم، في اليمن، وغزة، ولبنان، والعراق، وإيران، وسوريا…

ففي كل زمانٍ: حسين!

وفي كل أرضٍ: كربلاء!

وأود أن أُطلعكم على ما حدث لنا في قرية المطالي – تعز – مديرية المسراخ من إبادة وتنكيل على يد أعداء الله، تحالف العدوان ومرتزقتهم التكفيريين، بحق أسرة العامري وبيت الجابري؛ حيث كان التشابه كبيراً مع أحداث كربلاء الإمام الحسين، من حصار وتجويع وتعطيش، وانتهاكٍ لحُرُمات النساء والشيوخ والأطفال، وسحلٍ وتعذيب واعتقالٍ للأسرى… ولا يزال الظلم والجرائم مستمرة حتى اليوم!

في منتصف عام 2016، داهمنا الطغيان اليزيدي ومرّ من قريتنا (الأقروض – صبر المسراخ – قرية المطالي)، فقتلوا في يومٍ واحد ثمانيةً من الأطفال والشيوخ، منهم:

الطفل محمد مهيوب محمد عبدالله (9 سنوات).

الطفل ابن محمد عقلان إسماعيل.

العجوز المسن عبده محمد أحمد.

العجوز المسن عبدالله غالب.

أحمد سفيان محمد.

الطفل مروان عبدالقادر حميد العامري.

محمد عبد محمد سعيد العامري…

وذلك بعد فرض حصارٍ مطبقٍ على القرية، استمر لأشهر، وقطع الطرقات من كل الجهات، واستهدافها بالمدفعية والطيران، قبل اقتحامها وارتكاب أبشع الجرائم!

نهبوا بيت سمير العامري، ثم أحرقوه بعد النهب، وكذلك فعلوا ببيوت الجيران: بيت إدريس الجابري، بيت المرحوم أبوه، بيت الشيخ عبدالولي الجابري وإخوانه، وبيت العقيد عبدالولي البحيري… كلها نُهبت وأُحرقت!

اعتقلوا الموجودين، سحلوهم، أعدموهم، ومثّلوا بجثثهم!!

منهم الشهيد معيض هزاع عبد حسن الجابري، الذي قُطعت أجزاؤه حيًّا، فقد قطعوا مذاكيره، ووضعوها في فمه، ثم أعدموه بالرصاص والحجارة في مشهدٍ لا يمتّ للإنسانية بصلة!

ولا يزالون يعيثون في الأرض فساداً بأهلنا وإخواننا، وأولاد عمنا، ومنهم من استُشهد تحت التعذيب في سجونهم، وآخرهم الشهيد الأستاذ محمد ناجي عقلان.

لقد هاجمونا من كل القرى المجاورة: جبل ورقة، الشُّقب، جبل حبشي، الرَّهَش، قرية دَبّة، والمُخْعَف، وحُمّة…

ولا يزالون يحتلون الأرض ويعيثون فيها الفساد حتى اليوم!

أصبحنا مهجّرين مشردين، لكننا ثابتون صامدون، كما أنتم – يا آل الجنيد – وشبابنا في الجبهات…

تحياتنا قائمة، وعطاؤنا مستمر، رغم تجاهل البعض لقضيتنا، لكننا باقون مع غزة، ومع قائد المسيرة القرآنية حتى النصر،والله على ما نقول شهيد.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أخوكم:

سمير حميد محمد العامري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى