العلاقات العامة في العالم المعاصر: صناعة الصورة وإدارة التأثير بمناسبة اليوم العالمي للعلاقات العامة – 11 تموز / يوليو
بقلم _قاسم الغراوي
كاتب وصحفي
العلاقات العامة (Public Relations) لم تعد مجرد أداة للترويج أو تحسين السمعة، بل أصبحت اليوم ركيزة أساسية في بناء الهويات المؤسسية وصياغة الخطاب العام، وتحقيق التواصل الفعّال بين المؤسسات ومجتمعاتها الداخلية والخارجية.
في عالم يشهد تسارعًا إعلاميًا، وتحولات اجتماعية عميقة، وصعودًا مستمرًا لوسائل الاتصال الرقمي، بات لزامًا على الحكومات، والشركات، والمنظمات غير الربحية، وحتى الأفراد، أن يدركوا أهمية العلاقات العامة ليس فقط كوظيفة، بل كممارسة استراتيجية تمتد إلى صميم صنع القرار.
تعريف العلاقات العامة: أكثر من مجرد اتصال . العلاقات العامة هي علم وفن إدارة الاتصال بين المؤسسة وجمهورها، بهدف بناء تفاهم متبادل وتحقيق مصلحة مشتركة.ووفقًا لتعريف الجمعية الأمريكية للعلاقات العامة (PRSA):
“العلاقات العامة عمليةاستراتيجية تساهم في بناء علاقات متبادلة المنفعة بين المنظمات وجماهيرها”.
تشمل هذه العملية أنشطة متكاملة مثل:
• إدارة السمعة
• تحليل الرأي العام
• التخطيط الإعلامي
• إدارة الأزمات
• بناء العلاقات الإعلامية والمجتمعية
• الاتصالات الداخلية للمؤسسات
أهمية العلاقات العامة في العصر الرقمي
1- التحول الرقمي وتعدد المنصات:
وسائل التواصل الاجتماعي غيّرت قواعد اللعبة. بات الجمهور هو من يُنتج المحتوى ويردّ فورًا، وأصبحت سمعة المؤسسات معرضة للتقلب في أي لحظة.
2- الشفافية والحوكمة:
في عالم يطالب بالمساءلة والشفافية، تلعب العلاقات العامة دورًا حاسمًا في الحفاظ على صورة المؤسسة واستجابتها للمجتمع.
3- إدارة الأزمات:
من الكوارث البيئية إلى الحملات السياسية والهجمات الإلكترونية، أصبح دور متخصصي العلاقات العامة ضروريًا لتقليل الأضرار واستعادة الثقة.
4- بناء الهوية المؤسسية:
العلاقات العامة تساهم في بلورة شخصية المؤسسة، وقيمها، ورسالتها، وكيفية تموضعها في السوق أو في المجال العام.
العلاقات العامة: بين العلم والممارسة
يُدرّس تخصص العلاقات العامة في أعرق الجامعات حول العالم، ويدمج بين علوم الإعلام، وعلم النفس الاجتماعي، والتسويق، والإدارة. ومع ذلك، لا تزال الحاجة ملحّة لتطوير الأطر الأخلاقية والمهنية لهذه المهنة عالميًا.
في الدول المتقدمة، تُعد أقسام العلاقات العامة في المؤسسات جزءًا من فريق القيادة، وتتم استشارتها في السياسات العامة، بينما في بعض الدول النامية لا تزال العلاقات العامة محصورة في الجانب الترويجي أو “العلاقات الإعلامية”.
العلاقات العامة والتنمية المستدامة:
العلاقات العامة ليست أداة لخدمة المؤسسات فقط، بل أيضًا أداة لخدمة المجتمعات، من خلال:
1- رفع الوعي بالقضايا البيئية والاجتماعية
2- دعم الشفافية والحوكمة الرشيدة
3- تمكين المجتمعات المحلية عبر التواصل البنّاء .
بمناسبة اليوم العالمي للعلاقات العامة
نقف اليوم لإحياء جهود آلاف المتخصصين حول العالم الذين يعملون بلا كلل لبناء جسور التواصل، وتحقيق التفاهم، وإدارة الرسائل العامة في عالم مضطرب. نُقدّر الدور الذي تلعبه هذه المهنة في تعزيز الثقة، وتقليل الفجوات، وتحقيق الانسجام بين المؤسسات والناس.
وإن كنا نحتفي بهذا اليوم عالميًا، فإن التحدي يبقى مشتركًا:
كيف ننتقل بالعلاقات العامة من دور التجميل الإعلامي إلى أداة فعّالة في خدمة الحقيقة والناس والتنمية؟
📌 #اليوم_العالمي_للعلاقات_العامة
📌 #PRDay
📌 #PublicRelations
📌 #العلاقات_العامة
📌 #التواصل_الاستراتيجي