*(الوهم الصهيو-أمريكي بنزع السلاح)*
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
بقلم _ عبد الإله عبد القادر الجنيد
إنَّ نصر الله كان أمَّةً في إيمانه وجهاده وصبره وإحسانه وبنائه للمقاومة ومقاومته للمحتلين.
فقد ألبسه الله جلباب هيبته وآتاه من الحكمة والبيان وفصل الخطاب بالحق ما جعل من كلماته وأقواله وخطاباته نورًا يهتدي به المؤمنون ورعبًا يصيب الله به الأعداء، تنزل عليهم كحجارة مسوَّمة من سجيلٍ.
وهذا فضل الله على أعلام الهدى والقادة الربانيين من آل بيت نبيه الطاهرين وعباده وأوليائه المجاهدين الصالحين.
وكذلك هو سيد شهداء الأمَّة وشهيد الإسلام والإنسانية السيد حسن نصر الله رضوان الله عليه، الذي أؤتمن على المقاومة الإسلامية فأدى ما عليه، وبنى مقاومةً عزيزةً كريمةً شريفةً قادرةً على مواجهة المخاطر وردع وكسر شوكة العدو الماكر، لا تنحني ولا تنكسر مهما عصفت العواصف.
وفي زمن الطوفان كان صاحب المواقف المشرفة الظاهرة، ولمقاومة غزة كان الداعم والناصر، لا يخشى في الله لومة لائمٍ ولا كيد كائدٍ ماكرٍ ولا خيانة خائنٍ منافقٍ فاجرٍ ولا عميلٍ غادرٍ ولا عدوٍّ كافرٍ.
فلما قضى معظم عمره مجاهدًا في سبيل الله، شاءت إرادة الله الأعلى أن يختصه بالشهادة أشرف وسام، ليرتقي بالشهادة إلى أعظم مقامٍ مع الأنبياء والمرسلين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقًا.
ولا شك أن الله سبحانه وتعالى لما اصطفاه شهيدًا لم يذر الأمَّة دون قيادةٍ ربانيةٍ حكيمةٍ تقودها إلى عزتها وفلاحها ونصرها حتى تحقيق الفتح الموعود.
فقد أقام السيد القائد المجاهد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي أعزَّ الله به الإسلام والمسلمين للأمة قائدًا حكيمًا في يمن الإيمان والحكمة، ذو بأسٍ شديدٍ وأشدَّ وأنكى بالعدو، يكمل المشوار مع المؤمنين المجاهدين الأخيار أحفاد الأنصار.
وبينما ظن كيان الاحتلال الغاصب ومن ورائه الفرعون الأمريكي الخائب أن (حزب الله) المقاومة الإسلامية في لبنان قد هُزمت وانكسرت في العدوان،
حينئذٍ أقبل المجرم المحتل القاتل الظالم مستعينًا بأدواته وأوليائه الأذلاء الخانعين، لا سيما وقد سقطت سوريا خط الإمداد الأول للمقاومة بأيدي المنبطحين تحت أقدام المحتلين، الذين طالما تمنوا وكان حلمهم إسقاط سوريا وجرها إلى محور التطبيع والانبطاح، فهرول الحكام الجدد إلى أحضان أعدائهم مسرعين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
والحقيقة أن هذا السقوط المريع لسوريا المقاومة فتح شهية العدو الغاصب لاحتلال المزيد من الأراضي السورية والتوغل في الجنوب السوري، واستهداف ترسانة الأسلحة الدفاعية السورية البرية والبحرية والجوية وتدميرها؛ لضمان بقائها ضعيفةً مقسمةً تعيش في فرقةٍ وشتاتٍ في مستنقع الذل والهوان والعبودية للهيمنة الصهيو-أمريكية.
فلما كان ما كان، توهم العدو الغاصب أن حزب الله بات ضعيفًا وبإمكانه نزع سلاحه، فالفرصة سانحة وحان الوقت لذلك.
فالحكومة اللبنانية العاجزة عن إجبار العدو على وقف خروقاته اليومية، ستجازف وتوافق على نزع سلاح المقاومة بفعل الضغوط الأمريكية، وبيع الأوهام والإغراءات بالوعود الكاذبة بتقديم المساعدات والمعونات المالية، وتآمر قيادات دول وممالك عربية وخيانة بعض القوى المحلية.
بيد أن قيادة (حزب الله) المقاومة الإسلامية في لبنان تعي وتدرك أن قوتها وعزتها وكرامتها في سلاحها، مهما مورست عليها الضغوط الطغيانية وحيكت المؤامرات الشيطانية وحملات التشويه الإعلامية.
وكيف لقيادة تستلهم توجيهات الله وتحذيراته للمؤمنين في الآيات القرآنية، بقوله تعالى:
*( وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً )*
[النساء: ١٠٢].
كما تدرك أن العدو يعمل جاهدًا لتسليط حكومة المجموعات الإرهابية في سوريا للانقضاض على الحزب في أي لحظة.
فضلًا عن معرفتها وعلمها بعواقب التفريط بعناصر وأسباب قوتها، ولا سيما وحدة صفها وتماسكها وقوة مقاومتها الضاربة في أرض الجنوب، وسلاحها المذل والمرعب لعدوها اللدود، والحامي الذائد على الحدود.
وليكن في معلوم المتربِّصين أن حزب الله يمضي شامخًا عزيزًا في مسار النصر بإيمان وتسليم مطلق لله القائل:
*( وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا )*
[الأحزاب: ٢٢].
فما كان الحزب ضعيفًا في أي وقتٍ من الأوقات؛ لأن مقاوميه يجاهدون في سبيل الله ويقاتلون أعداء الله.
فمن كان الجهاد شأنه ونصرة المستضعفين همه، فهو الغالب حتمًا الذي يحظى برعاية الله وعونه وتأييده ونصره.
وكيف يكون الحزب ضعيفًا كما يروج الأعداء وأدواتهم، ونحن نرى الخوف والرعب والهلع يعتري العدو الصهيو-أمريكي وحرصه الشديد على نزع سلاح الحزب؟! إن حزب الله لا يزال قويًا بقوة حاضنته ومجاهديه وقيادته وسلاحه، وهو قوي بقوة المحور الذي ينتمي إليه..
*وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.*
ـــــــــــــــــــــــــ
اللهُ أَكْبَرُ
الْمَوْتُ لِأَمْرِيكَا
الْمَوْتُ لِإِسْرَائِيلَ
اللَّعْنَةُ عَلَى الْيَهُودِ
النَّصْرُ لِلْإِسْلَامِ