الشعائر الحسينية.. كيف تحولت لـ”مهرجان”؟
بقلم _ حيدر الموسوي
برزت سلوكيات وممارسات فردية أو جماعية، خلال شهر محرم، هي في الأساس لا علاقة لها بالدين ولا العقيدة ولا المذهب، ولا حتى بالشعائر الحسينية، فتقليد المرجع يعني قراءة الرسالة العملية وفهم توصيات المرجعية والفقه، التي يراد للمكلف فهمها على نحو التبيان لكي لا يقع في الاخطاء.
وهنا، فإن مرجع التقليد لديه إشكال وعدم جواز، بقطع الطرق على المارة، ولديه إشكال في إقامتها في الاماكن العامة لكل الناس في اقامة الشعائر والمواكب، والمرجع لديه اشكال أيضا حول قضية التدافع للحصول على الطعام، سيما بعد ظاهرة نشر مقاطع فديو بالهواتف المحمولة.
حتى وصل الأمر ظاهرة الإشارة إلى موضوع توزيع الطعام عبر إنشاء مجموعات على تطبيق الواتساب، لغرض تحديد المنزل الذي يطبخ الثواب ونشر الموقع والعنوان بطريقة انتهاك الخصوصية ، ما يؤدي إلى ازدحامات خانقة وقطع للطرق، كما أن البعض يطبخون في الطرق رئيسية من دون توفير طرق بديلة .
ومن السلبيات، الأخرى. تحول القصائد الحسينية، إلى ما يشبه الأغاني في السنوات الأخيرة، عبر ايقاعها السريع، فضلا عن أمور كثيرة أخرى دخلت للشعائر وهي فيها مخالفات شرعية، وصورة سلبية.
وكل هذه المظاهر السلبية، حولت القضية الأساسية في المذهب الشيعي وهي واقعة الطف إلى مهرجان أو ماراثون للتنافس حول الطعام والبحث عن “الطشة” لفئات عديدة، من سياسيين وفنانين وراقصين وغيرهم، والمشكلة أن هذه الاخطاء المتكررة، تعطي انطباعا سيئا عن المذهب، فعبارة أحيوا امرنا هي تتحدث عن التعلم بعلوم آل محمد، وذكر ما جرى عليهم من مظلومية وتحويل فكر آل البيت إلى منتج عملي واستدلالي وليس عاطفي، والمتاجرة به تحت شعار (الحسين صلوات الله وسلامه عليه) فعمليا هذه الممارسات هي اساءة لفكر ومهنج محمد وآل محمد.
كما أن هذه الممارسات، هي مدعاة لإثبات نظرية المخالف لك، وتمكينه بيدك من خلال استمرار تلك الاخطاء، لا بل سيحول المنهج إلى عادات وتقاليد موسمية من كل عام، بعيدا عن فهم طريق المعصومين ومنهجهم بالحياة.
ان ما يجري من تلك الممارسات، هي أفضل دعاية يمكن تقديمها على طبق من ذهب لمن يريد ان يسيء للعقيدة، ويجعلها مواد للسخرية، وهنا باتت الحاجة ملحة لإنشاء هيئة او دائرة معنية بتلك الأمور وضبط ومحاسبة تلك الممارسات، فبدل ان يعكس البعض صورة مختلفة لوجهة نظر الاخر، نجد ثمة زيادة ملحوظة في الاستمرار على هذه القصص.
وبدل من الاستلهام من القضية الحسينية وتحويلها إلى منهاج وطريق ومشروع علمي وثقافي، بات البعض من خلال تصرفاتهم سواء بقصد او دون قصد، اكبر المشوهين لها.