أنظمة النفاق والتطبيع.. جرأة الخيانة وقبح الذرائع بأي وجه ستلقون الله

بقلم _ إبراهيم محمد الهمداني

كانت الخطوة التالية – الأكثر جرأة وقبحا – لأنظمة النفاق والتطبيع، هي فتحهم كل الحدود مع العدو الإسرائيلي، وتشكيل خطوط إمداد برية وبحرية، لنقل مئات الشحنات من المواد الغذائية والتجارية، إلى عمق الأراضي المحتلة، يشاركهم في ذلك النظام التركي والإماراتي والسعودي، لمساعدة الكيان على تجاوز تداعيات الانهيار الاقتصادي، الناتج عن الحصار البحري والجوي اليمني، ولم يكن لهذه الخطوة أي مبرر، سوى أنها كانت تعبيرا واضحا لطبيعتهم النفاقية، فاضحا لحالتهم الخيانية الإجرامية، بحق الدين والأرض والأمة، وشاهدا على تماهيهم الكامل والمطلق، مع أعداء الله والإسلام والمسلمين، حيث لم يكتفوا بما قدموه من الدعم الاقتصادي للكيان، بل قدموا له – أيضا – الدعم العسكري القتالي، وحملوا على عاتقهم مهمة اعتراض الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، القادمة من قوى المحور في اليمن وإيران والعراق، وشكلوا على امتداد جغرافيا الطوق – بالإضافة إلى السعودية والإمارات وسوريا الجولاني – خطا دفاعيا جويا قويا، وفعَّلوا منظومات الرصد والدفاع الجوي، بجميع أنواعها، واستماتوا في الاعتراض والدفاع عن الكيان الصهيوني المجرم، في فعل خياني إجرامي فاضح، يكشف حقيقة جبهة التطبيع والنفاق، ويسقط ذريعة الدفاع عن سيادة الأجواء، لأن تلك الأجواء نفسها، التي أُغلقت أمام الصواريخ والمسيرات المساندة لغزة، هي ذاتها الأجواء، التي فُتحت على مصراعيها، أمام سلاح الجو الإسرائيلي الأمريكي الأوروبي، الذي استهدف – وما يزال – التجمعات والأحياء السكنية، والبنية التحتية والأعيان المدنية، والمصالح والمنشآت الوطنية، في اليمن وجنوب لبنان وسوريا وإيران والعراق، بحجة الدفاع عن أمن إسرائيل، بمساعدة أنظمة النفاق والتطبيع، التي أكدت بذلك المستوى المتقدم، من عمليات الاعتراض الصاروخي، دورها الخياني التآمري، في صورة كيان وظيفي عميل، تعهد أن يكون خط الدفاع الأول، المدافع عن الكيان الإسرائيلي الغاصب، والقبة الحديدية الأكبر، التي ستكفيه هجمات صواريخ ومسيرات المحور، مقابل تفرغه الكامل، لحرب الإبادة الجماعية الشاملة، وإنجاز مهمة محو غزة من الخارطة، في أسرع وقت ممكن، ليصدق عليهم قول الله سبحانه وتعالى: “قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر”، وإذا كان عمق محبتهم لليهود، قد بلغ بهم حد أنهم يودون لو افتدوا الكيان من صواريخ المحور بأجسادهم، وأن تتناثر أشلاؤهم، ولا أن يصاب أحد اليهود بشوكة، أو يصاب بنوبة هلع، فإن كرههم وحقدهم وعداءهم، لغزة ومجاهديها وأهلها، قد بلغ بهم، حد تحمل تكاليف إبادة غزة، مقابل مبالغ مالية باهظة، دفعوها من لقمة عيش شعوبهم، وقوام روح اقتصادهم الوطني، حيث بلغت فاتورة محو غزة، خمسة تريليون دولار، دفعتها أنظمة التطبيع والنفاق الخليجية، بزعامة السعودية والإمارات، إلى العدو الإسرائيلي الغاصب، عبر عراب مشروع الإبادة والمحو، والشريك التنفيذي المجرم، “ترامب الكافر”، زعيم أمريكا الصهيونية، الذي تفاخر بقدرته في الحصول على هذا المبلغ الهائل، من “البقرة الحلوب” السعودية وأخواتها – حسب وصفه – في غضون ساعات معدودة، وهو أكبر دعم مالي، تحصل عليه قوة استعمارية عبر التاريخ، وهذا السبق الترامبي، قد جعل هذا “المعتوه الكافر”، يتغنى بخطط مشاريعه الاستثمارية الواعدة، ويرسم صورة النهضة الاقتصادية القادمة، ويعد شركاءه “البقرة الحلوب”، بالرخاء الاقتصادي والسيادة على الشرق الأوسط، ثم ما لبث أن أعلنها صراحة، بأن أصدقاء أمريكا وإسرائيل في المنطقة، قد قدموا ذلك المبلغ الباهظ، لدعم الاقتصاد الأمريكي/ الإسرائيلي، الذي أوشك على الانهيار، بسبب كلفة الحرب الباهظة على غزة، وأن هذا المبلغ سيعزز صمود اقتصاد البلدين، وسيمنح “إسرائيل” القدرة على خوض الحرب، ضد أعدائها لفترة أطول.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى