حديث الإثنين : اليمن يتصدر محور المقاومة

بقلم _ احمد ناصر الشريف
صحيفة 26سبتمبر العدد 2416
  14 تموز/يوليو 2025 م

أثبت الموقف اليمني المساند لأشقائه أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ومواجهة اليمن المباشرة قيادة وجيشاً وشعباً لأمريكا وإسرائيل والانتصار عليهما في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس رغم عدم تكافؤ المواجهة معهما بأن هزائم الجيوش العربية المتتالية أمام الجيش الصهيوني أثناء حروبهم معه مُنذ تأسيس الكيان اللقيط في 15 مايو عام 1948م
وما تلا ذلك من حروب خلال العقود الماضية لم تكن هذه الهزائم تأتي من قلة في العُدة والعتاد والفارق في الإمكانيات بل على العكس فقد كانت إمكانيات العرب أكبر بكثير من إمكانيات العدو الصهيوني وقادرة على التغلب عليه وتحرير فلسطين عمليا بدل التهديد برمي إسرائيل في البحر إعلاميا وإنما كانت الهزائم بسبب عدم إيمان الأنظمة العربية وحُكامها بعدالة القضية الفلسطينية وغياب الإرادة الوطنية وعدم الدخول في المواجهة كواجب ديني وقومي لنصرة الشعب الفلسطيني، إضافة إلى عقدة الخوف التي حلت على العرب جميعا تقدميين ورجعيين حسب ما كانوا يصنفون أنظمتهم ويوجه كل نظام منهما الاتهام للفريق الآخر بتحميله مسؤولية الهزائم التي أصابتهم وجعلتهم يعتقدون بأن الجيش الصهيوني جيش لا يُقهر فتجنبوا مواجهته لا حقا وتركوه يُعربد في المنطقة بل ويحتل بلدانا عربية كما فعل حين احتل لبنان بداية الثمانينات من القرن الماضي بقيادة المجرم شارون قبل أن يجبره حزب الله على الانسحاب عام 2000م ويخوض معه مقاتلوا الحزب معركة غير متكافئة عام 2006م عندما حاول احتلال لبنان مرة أخرى واستطاع حزب الله أن يهزمه ويجبره على وقف إطلاق النار.
يأتي موقف اليمن المُعتدى عليه من قبل جيرانه والمحاصر مُنذ عشرة أعوام ليعري العرب جميعاً ويكشف حقيقة تخاذلهم وتآمرهم على القضية الفلسطينية في محاولة منهم لتصفيتها حتى يتخلصوا من الصداع الذي سببته لهم وجعلتهم أقزاما أمام الآخرين، بل إن العدو الصهيوني صار الكثير من قادته يسخرون من العرب وموقفهم مما يجري في غزة على مدار اثنين وعشرين شهراً من حصار وتجويع وارتكاب جرائم إبادة جماعية على أيدي الجيش الصهيوني لم يشهد لها التاريخ مثيلا بدعم أمريكي مباشر ومساندة غربية وصمت عالمي مُريب ويتساءلون أين العرب؟! ولأن العرب بحكم تجاربهم مع العدو الصهيوني وتعرضهم لهزائم متتالية منه فقد سخروا بداية من الموقف اليمني المساند للأشقاء في قطاع غزة وانضمام اليمن إلى محور المقاومة معتقدين أنما يقوم به اليمن هو فعل من باب المزايدة أو كما وصفه البعض بأنه مسرحية لكن عندما تمكن اليمن من فرض الحصار البحري على الكيان الصهيوني ومنع سفنه وسفن الشركات المتعاونة معه من العبور في البحرين العربي والأحمر وحال دون وصولها إلى الموانئ في جنوب فلسطين المحتلة وليفرض فيما بعد حصاراً جوي جزئياً من خلال فصف مطار اللد المُسمى بن غوريون وتطور الحصار البحري ليمتد إلى ميناء حيفا أشهر الموانئ الصهيونية وليصبح اليمن متصدراً لمحور المقاومة تغير الموقف العربي من عمليات اليمن المساندة لأبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والتي تزداد تصاعدا بعد أن وجد العرب أنفسهم أنظمة وحكاما أمام ضغوط أمريكية وإسرائيلية تطلب منهم التدخل لدى اليمن لوقف عملياته المساندة للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة ووقف قصف المدن الصهيونية بالصواريخ فرط صوتية والطيران المسير وقد ردت القيادة اليمنية على هؤلاء الفضوليين العرب بأن إيقاف اليمن لعملية إسناده في البحر والجو مرتبط بشكل أساسي بإيقاف العدوان على غزة ورفع الحصار وإدخال المساعدات وهو مالم يقبل به العدو الصهيوني حيث سيشكل له ذلك هزيمة مطلقة بدلا ما كان يروج لنفسه إعلاميا بأنه يسعى إلى تحقيق النصر المطلق.
ورغم محاولة العدو الأمريكي والإسرائيلي الحد من عمليات الإسناد اليمنية من خلال عدوانهما على اليمن وقصف منشآته المدنية مستخدمين كلما أوتوا من قوة فإن ذلك لم يثني اليمن عن موقفه المساند الذي أفقد أمريكا وإسرائيل القدرة على التمييز بين قصفهم للأهداف المدنية وبين ما يعتقدون أنها أهداف عسكرية بدليل إن العدو الصهيوني قام مؤخرا بشن غارات على موانئ الحديدة ومحطة الكهرباء وهي نفس الأهداف التي سبق له وقصفها عدة مرات، بينما اليمن يستهدف في مناطق الكيان الصهيوني أهدافا حساسة وحيوية، ولأن العدو الصهيوني تمادى في قصف الأهداف المدنية في اليمن فقد تم الرد عليه بعد فترة قصيرة من قصفه لها بقصف أهداف مماثلة في إطار معادلة المطار بالمطار والميناء بالميناء والكهرباء بالكهرباء بأحد عشر صاروخا وطائرة مسيرة طالت مطار بن غوريون وميناء أسدود ومحطة الكهرباء في منطقة عسقلان وميناء أم الرشراش وقد حققت العملية أهدافها بنجاح وفشلت المنظومات الاعتراضية في التصدي للصواريخ اليمنية والطيران المسير حسب تأكيد بيان القوات المسلحة اليمنية واعتراف العدو الصهيوني بما لحقه من أضرار وإدخال الشعب اليهودي بالكامل إلى الملاجئ وإيقاف الحركة الجوية في مطار بن غوريون أثناء القصف، وهو الأمر الذي جعل عددا من القادة الصهاينة يؤكدون في تصريحات لهم بأن اليمن أصبح العدو الأخطر على إسرائيل.
وقد جاءت عملية القوات البحرية اليمنية بالتعاون مع القوات الصاروخية والطيران المسير المتمثلة في إغراق سفينتين في البحر الأحمر مؤخرا خرقتا قرار اليمن بحظر الملاحة إلى موانئ الكيان الصهيوني إسنادا لغزة ولم يلتزم طاقم السفينتين بالتحذيرات التي وجهت لهما لتصيب العدو الصهيوني في مقتل ولتجعل أمريكا عبر وزارة خارجيتها تزبد وترعد وتهدد غير مستفيدة من مواجهة اليمن جيشا وشعبا في البحر الأحمر لما يقارب الشهرين لتنتهي المواجهة بهزيمة أمريكا أقوى دولة في العالم وإجبارها على سحب حاملات طائراتها وقطعها الحربية من البحر الأحمر بفعل الضربات اليمنية وإذا ما كررت المواجهة مع اليمن دفاعا وحماية عن الكيان الصهيوني فستلاقي نفس المصير ولا تخيف اليمن تهديداتها، مع أنها قادرة على أن تنهي كل هذه الاضطرابات وعدم الاستقرار في المنطقة لو أرادت من خلال الضغط على الكيان الصهيوني الذي تدعمه مادياً وعسكرياً وتدافع عنه سياسياً في مجلس الأمن الدولي لإيقاف عدوانه على غزة ورفع الحصار عن أبنائه الذين يموتون جوعا كما يموتون بالقصف اليومي عليهم على مدار الساعة والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية المكدسة خارج معبر رفح الذي يربط بين سيناء المصرية وقطاع غزة ولكن مصر للأسف الشديد أصبحت عاجزة عن ممارسة أي نفوذ كونها أكبر دولة عربية كانت متبنية للقضية الفلسطينية ودفعت من أجلها ثمنا باهظا وبعد إخراجها وإخراج جيش مصر من معادلة الصراع العربي –الإسرائيلي أصبحت مصر من خلال حيادها وكأنها الوجه الآخر للعدو الإسرائيلي بل وكأنها راضية بما يحدث لأبناء غزة من إبادة جماعية حيث لا يوجد لها موقف يمكن أن يُعتد به وسكوتها على ما تقوم به إسرائيل في غزة كما يقولون علامة الرضا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى