سهام الإعلام الأموي توجه صوب “التشيّع” في أيام محرم الحرام

كنوز ميديا – تقارير

بالتزامن مع شهر محرم الحرام، شنّت وسائل إعلامية ومدونون على وسائل التواصل الاجتماعي، حملة ممنهجة كبيرة تستهدف شيعة العراق على وجه الخصوص، إذ ركزت على استغلال كل حادثة أو مناسبة وتوجهها سلبياً لغرض التشهير وتشويه سمعة اتباع أهل البيت، وتعمل هذه الحملات على بث الفرقة والتأثير على أمن واستقرار البلاد، وفتح جبهة طائفية خدمةً لمخططات الاستكبار في البلاد.

والمتابع لوسائل الإعلام المحلية والشخصيات المشهورة على وسائل التواصل الاجتماعي التي تهتم بالوضع السياسي في البلد، يجد ان صفحاتهم تحولت الى منصات لاستهداف مكون معين دون غيره، وهو ما يكشف عن وجود دفع بهذا الاتجاه، في حين تتغاضى الأطراف نفسها عن حالات سلبية في مناطق أخرى من العراق، على الرغم من انتشار الكثير من الحالات السلبية، ما يعكس وجود رغبة باستهداف المكون الشيعي في البلاد، لخلق رأي عام مضاد، تزامناً مع قرب الانتخابات في البلاد.

وبحسب مراقبين للشأن العراقي، فأن الاستهداف الإعلامي لشيعة العراق ليس جديداً، وظهر بشكل بارز بعد عام 2003، إذ تدفقت الأموال الخليجية الى الأحزاب السُنية لتسقيط شخصيات شيعية سواء كانت سياسية أو اجتماعية أم دينية، وتارة أخرى، تركز الحملات على بعض التصرفات الفردية لأشخاص محسوبين ضمن المجتمع الشيعي وتظهرها على انها ممارسات يتبناها شيعة العراق، مستغلين ضعف الإعلام الشيعي في مواجهة هذه الهجمات الممنهجة.

ومع بدء شهر محرم الحرام، شنّت قنوات فضائية ومدونون على منصات التواصل الاجتماعي، حملة كبيرة هدفها تسقيط الشعائر الحسينية والانتقاص من اتباع أهل البيت، وتمت إعادة نشر الكثير من مقاطع الفيديو القديمة، كل هذه التوجهات هدفها الإساءة وليس تقويم المجتمع، الأمر الذي يدعو الى تشديد العقوبات الرادعة ضد المسيئين لشرائح المجتمع العراقي وعدم اغفال هذه التوجهات الخطيرة التي يراد منها اشعال فتنة داخل البلاد.

وحول هذا الموضوع، يقول المحلل السياسي مؤيد العلي: إن “الكثير من وسائل الاعلام والمدونين يعملون منذ سنوات من أجل تسقيط مذهب أهل البيت، وخصوصاً في شهر محرم وإحياء الشعائر الحسينية التي تمثل عملية تجديد العهد والولاء، للبقاء على خط الجهاد والمقاومة”.

وأضاف العلي: انه “خلال هذه الفترة زادت عمليات التهويل الإعلامي التي تطلقها منصات مشبوهة ومدونون يعملون بأجور رخيصة تحت أجندة الاستكبار العالمي وأجهزته الإعلامية”، منوهاً الى ان “الأمر لا يقتصر على الشعائر الحسينية بل هي ضد مذهب أهل البيت لما يمثله من خطر يهدد عروش الظالمين والمستكبرين”.

وأشار الى ان “عمليات التسقيط لها أبعاد كثيرة منها انتصار الجمهورية الإسلامية الإيرانية على الكيان الصهيوني خلال حرب الـ12 يوماً وتوجيه الضربات القوية لتل أبيب، الأمر الذي غيّر كثيراً من المواقف وباتت إيران ايقونة النصر للكثير من الدول، لذلك اطلقت هذه المنصات، هجمة مضادة ضد الجمهورية والشيعة ومحور المقاومة بصورة عامة”.

وأوضح العلي: ان “البعد الآخر هو قرب الانتخابات النيابية والتي تعتبر المعيار الأساسي لتبادل السلطة سلمياً وبالتالي من خلال هذه الانتخابات يثبت حق الأغلبية، وهم المكون الشيعي”، منوهاً الى ان “الطرف الآخر يريد الاستيلاء على السلطة عبر التسقيط بعد ان فشل بالوصول اليها عبر داعش والمخططات الأمريكية”.

وتوقع، ان “تُشن حملات ممنهجة ضد الشخصيات الشيعية في العراق بغض النظر عن توجهاتها، من أجل اضعاف عزيمة الناس وعدم المشاركة في الانتخابات، لكن في المقابل، ستشهد المحافظات الغربية، اقبالاً واسعاً على صناديق الاقتراع، في حين يوجهون إعلامهم لدفع الشيعة الى عدم المشاركة”.

يذكر ان رجل الدين العراقي السيد رشيد الحسيني، كان قد انتقد، ، بعض الجهات الإعلامية باتباع نهج واضح في استهداف المجتمع الشيعي، مشيراً الى ان “الأسابيع الأخيرة شهدت حملات إعلامية تركز على تضخيم أي حدث أو ظاهرة تقع في الأوساط الشيعية، وتقديمها على أنها كوارث كبرى، كما أضاف: ان “هذا التهويل يأتي في مقابل تعتيم أو تجاهل حوادث اجتماعية واقتصادية وسياسية جسيمة، تحدث في مناطق وبيئات اجتماعية أخرى من البلد”.

وتمنع المادة السابعة من الدستور أي شكل من أشكال التحريض الطائفي وقد عاقبت المادة ٢٠٠ من قانون العقوبات بالسجن لمدة ٧ سنوات على إثارة النعرات الطائفية أو المذهبية أو الترويج لها بأي شكل من الأشكال، كما ان قانون مكافحة الإرهاب رقم ١٣ لعام ٢٠٠٥ عاقب على الفتنة الطائفية بوصفها مادة إرهابية وفق المادة “٤” من هذا القانون.س222

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى