قصة إنتشار الإلحاد في السعودية2-2
متابعات/عبدالله علي هاشم الذارحي
بعد ان بين الكاتب في المقال الأول التحولات اثقافية والإجتماعية عميقة.
و فشل المؤسسة الدينية الوهابية في تمثيل الإسلام كدين روحي أخلاقي عالمي.وأكد ان صعود محمد بن سلمان، قلب الطاولة، بالإنفتاح والترفية وسجن
الدعاة، فكان الخيار أمام الشاب السعودي: إما أن يرفض النظام الديني بالكامل ويرتد، أو أن يعيش انفصامًا داخليًا خانقًا؛.
فقد واصل الكاتب الفلسطيني مقاله قائلا:
وهنا اخوان علينا ان نفهم انه لما يفقد الدين شرعيته بوصفه أداة لتحرير الإنسان وربطه بالله، ويتحول إلى أداة قمع وتطويع باسم السلطة، فلا تنتظر من الناس أن يؤمنوا به.
الإيمان لا يُفرض. والمؤسسة الدينية في السعودية لم تكن، في حقيقتها، أكثر من ذراع سياسية لتثبيت العرش. فكلما ارتكبت السلطة جريمة، كانت الفتوى جاهزة ومنها:-
•الغزو الأمريكي للعراق؟ فتوى بجواز الاستعانة بالكافر.
•سجن العلماء؟ فتوى بأنهم “خوارج”.
•بيع أرامكو؟ فتوى بجواز الخصخصة.
•التطبيع مع إسرائيل؟ فتوى بأنه “من مصالح المسلمين”.
هكذا، تحوّل الإسلام في عيون كثير من الشباب إلى واجهة للنفاق، فتساءلوا: إذا كان كل هذا هو الإسلام، فأنا لا أريد أن أكون مسلمًا. وهكذا، تفشى الإلحاد لا بسبب الإباحة، بل بسبب الاحتكار القمعي والتوظيف القذر للدين.
مصالح السلطة… في نشر الإلحاد:-
قد يبدو غريبًا أن نقول إن السلطة السعودية قد ترى في تفشي الإلحاد مصلحة سياسية. ولكن لنفكر منطقياً:
•المواطن المتدين، المُرتبط بالله، المؤمن بالحق والعدالة، سيكون أكثر قابلية للاحتجاج، للمطالبة بالشورى، لرفض الظلم، لرفض التطبيع، لرفض الفساد، لرفض أن يُقتل مسلمٌ في اليمن على يد طائرات أمريكية تنطلق من قاعدة سعودية.
•أما المواطن العَدمي، اللا ديني، اللامبالي، الذي يرى كل شيء نسبيًا، وكل الأديان خرافة، فهو أكثر طاعة، أقل مقاومة، أسهل ترويضًا.
وهنا نصل إلى قلب الحقيقة: النظام السعودي لا يريد شعبًا مسلمًا، بل شعبًا صامتًا.سواء أكان متدينًا أو لا دينيًا، المهم أن يكون مطيعًا، لا يعارض، لا يسأل، لا يُحرج “ولاة أمره”.
بلاد الحرمين اليوم تُعاني من كارثة حقيقية: تفريغ الإسلام من مضمونه، وتجريده من قداسته، وتحويله إلى مجرّد أداء شكلي يخدم الطاغية.
•المسجد الحرام لم يعد مكانًا للتأمل والخشوع، بل موقعًا لإعلانات الأبراج والرافعات.
•الكعبة تُحاصر بناطحات السحاب، والحج أصبح لمن يدفع أكثر.
•الدين يُوظف لخدمة رؤية اقتصادية 2030 لا روح فيها ولا قيم.
•والأخطر: الإسلام نفسه يُقدّم للشباب بصورة تدفعهم للنفور… لا للتفكر.
من كان يتصور أن يتحول الإسلام من دينٍ مُحرّر، يقول للمستبد “لا”، إلى دينٍ يقول للقاتل “سمعًا وطاعة”؟
من كان يظن أن يصبح الدين أداة لجني الأموال، وشراء الأسلحة، وشرعنة الترف، وسجن الصالحين، وقتل الضمير؟..
واختتم الكاتب المقال بقوله:-
أقولها وأنا فلسطيني، مسلم، أحب الإسلام كما نزل على محمد صلى عليه وآله وسلم، لا كما مسخه آل سعود:
إن ما يحصل في السعودية اليوم ليس “تجديدًا للدين”، بل دفنه.
وليس “انفتاحًا”، بل تفريغًا.
وليس “تحديثًا”، بل تسويقًا لدين جديد، صامت، فاقد للمعنى، يُصلي ويصوم ويُطبع ويقتل ويسكت”..
انتهى المقال وماخفي لاشك اعظم.
بالتالي فعلى شعب نجد والحجاز أن
يفيقوا من غفلتهم بثورة عارمة..؛ ^