(الشّخيخ)

جواد ابو رغيف
التبس الامر في تعريف (الشّخيخ) بتشديد الشين، فبعضهم يفسره بأنه الشيخ المسن وكبير القوم او العالم الديني، فيما تطابق مفردة الشخيخ خروج سائل من جسم الانسان يطلق عليه (البول)، ومع تقدم العمر ووصول الانسان الى الشيخوخة تصبح عملية قضاء حاجته وخروج السائل من جسمه ( شّخيخ).
عانت العملية السياسية بعد العام 2003 من عرج تسبب في اعاقة بناء دولة عراقية قوية، على خلفية ضعف القرار السياسي، ناتج عن عدم انخراط حقيقي للبعض بالتجربة السياسية التي اعقبت سقوط نظام وحشي حكم العراق بدكتاتورية همجية قادت العراق الى دهاليز مظلمة تخللتها حروب وحصار دام اكثر من عقد تسبب بموت وتهجير الملايين من العراقيين.
وعلى الرغم من حرص المرجعية الدينية في النجف الاشرف التي رعت العملية السياسية بعد التغيير على اشراك الجميع بأدارة الدولة بطريقة توافقية على حساب حجم اصوات الصناديق والميل على حقوق الاكثرية، لضمان دوام سير القافلة لبر الامان، ومراعات لتغيير المعادلة المفاجى ، ورهان الاباء المؤسسون للعملية السياسية على الزمن لنضوج تجربة بناء الدولة التي سارت حيث اريد لها احياناً، فبعد ان كان الجمهور العراقي في الانتخابات الاولى يعبر عن اختياره بشكل طائفي تغير قراره فيما بعد، وبدء بالسوال عن المشروع السياسي للجهات والشخصيات التي تروم المشاركة في الانتخابات، ثم انتقل الى المطالبة بالدوائر المتعددة بدل الدائرة الواحدة، ثم الى نسب ” سانت ليغو”.
وفعلاً ازاح الشعب العراقي الكثير من ” الكوابح” التي حاولت تعويق مسيرته نحو بناء الدولة، فقد كانت العاصمة بغداد تشهد عشرات المفخخات والعمليات الانتحارية يومياً، فضلا عن ( مثلثات الموت والايام الدامية).
رغم حجم التحديات، بيد أن الشعب العراقي قدم نموذج من التحدي والاصرار على المضي بتجربته الديمقراطية، رافضاً كل اشكال المخططات للعودة الى زمن الدكتاتورية التي حكمت الشعب العراقي على مدى اربعة عقود بالحديد والنار!.
وعندما يأس الحالمون بعودة الدكتاتورية، ذهبوا الى جمع خنازير الارض تحت مسميات مقدسة، لفرض معادلة الواقع عبر احتلال المدن، وفيما يحاول الشعب العراقي عدم الانجرار الى الفوضى وتغليب لغة الحوار والتفاهم، وأن الوطن للجميع توهم اهل الباطل، وسطوا على المدن العراقية الامنة في غفلة وتهاون من القوات العراقية وتواطى من بعض القيادات، فأسقطوا المدن الغربية،
وبعدما باءت محاولات اعداء العراق المسلحة في اذاعة ( البيان رقم واحد) كما توهموا اتجهوا الى الانخراط في العملية السياسية، ونجحوا في بعض الاوقات في استغفال بعض الساسة بصدق ذلك الانخراط، فيما اضمروا بداخلهم حقداً وحلماً لعودة الدكتاتورية، لكن تفضحهم صفحات وجوههم وفلتات لسانهم في مناسبات مختلفة، وكما قال امير المؤمنين عليه السلام :
(مااضمر احد من شيء الأ ظهر في فلتات لسانه او صفحات وجهه).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى