الإمام السيد موسى الصدر

ترجمة // علي عبد الهادي جابر

في كلام العلاّمة الشيخ مرتضى مطهّري
مخطوطة موسوعة
الإمام المغيّب السيّد موسى الصدر
إمام النهضة والإصلاح والمقاومة

عندما كان الإمام الخميني في فرنسا حضر العلاّمة الشيخ مرتضى مطهّري إلى باريس وأقام عدة أيام، وذلك بعد أشهر قليلة من اختطاف الإمام الصدر، وقد حصلت لقاءات عديدة.
عُقدت جلسة في إحدى الليالي في نوفل لوشاتو بحضور بعض أعضاء مكتب الإمام الخميني حضرها العلاّمة الشيخ مطهّري والشهيد مهدي عراقي والمرحوم الشيخ حسن لاهوتي والسيد موسوي خوئينيها والسيد موسوي أردبيلي والدكتور إبراهيم يزدي وأنا، وقد استحضر العلاّمة مطهّري السيد موسى مراراً في تلك الجلسة الحميمة، حيث كنّا نتحدث حول استمرارية حركة الشعب الإيراني وعدم الحاجة إلى حركة مسلّحة، فرويت لهم وجهة نظر الإمام الصدر الذي كان يعتقد بفكرة عدم تشكيل حركة مسلّحة داخل إيران، بل العمل على استقطاب الجيش الإيراني، وعندما رويت لهم وجهة نظر الإمام الصدر قال الشهيد مطهّري:
“مع الأسف أنّ السيد موسى غير موجود بيننا، لو كان السيد موسى موجوداً بيننا لكان أحد المستشارين الكبار للإمام الخميني في تحليل الموضوعات وتشخيص الاحتياجات، لعمق معرفته بما يجري في العالم.

الأحكام واضحة لدينا، لكنّ مشكلتنا في عدم القدرة على التفسير الموضوعي للوقائع والأحداث.

السيد موسى أديب رفيع وشاعر، وضليع في تاريخ الأدب والبيان، وصاحب ذوق في الموسيقى، ويتقن اللغة الفرنسية، ويستفيد من المصادر الأساسية للعلوم، وخبير في السياسة، ويعرف كيف يتحدث مع كل إنسان، ولو التقى مع شخصيّتين سياسيّتين متعارضتين يستطيع إقناع كلّ منهما برأيه.

السيد موسى وصل إلى مرحلة الفلسفة، وبَرَع بمهارته الفريدة في حل أصعب الموضوعات المعقّدة فيها، وكان من أهم الشخصيات التي استطاعت فهم نظريات الفيلسوف الكبير ملا صدرا الشيرازي.

نسأل الله أن يسدّد الضالعين في معالجة القضايا الفكرية ويجنّبهم الاستغراق في الأمور التنفيذية.

كان السيد موسى يمتلك الكفاءة في تشخيص الموضوعات وهو ما نحتاج إليه على أرض الواقع في هذه الأيام.

يا للحسرة، أنتم حتى اليوم لا تعرفون أيّ رجل عظيم قد خسرنا بغيابه، لقد خسرنا واحداً من أكبر أنصار ثورتنا في الفكر والعمل.

كان السيد موسى يشخّص ما نحتاج إليه على أرض الواقع، وله باع في معرفة ما يمكن أن يعترض مسيرة العمل من مشاكل وعقبات، وكان له رأي فقهي في أغلب الموضوعات.

لم يكن تغييبه أمراً اعتباطياً، لقد عرف الذين غيّبوه ماذا أخذوا منّا”.

الدكتور محمد صادق طباطبائي / معاون رئيس وزراء أول حكومة بعد انتصار الثورة
عزّة الشيعة/ ج2/ ص135.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى