كنوز ميديا / تقارير
على رغم الحراك لتفاهمات المراد منها وحدة الموقف الشيعي عبر تحالف زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، مع قوى الإطار التنسيقي، الا إن المؤشرات لا تدل على تحقق ذلك، فيما اصبح واضحا إن الصدر مستمر في التحالف الثلاثي مع الحزب الديمقراطي الكردستاني، وزعيمي تحالف السيادة، محمد الحلبوسي، وخميس الخنجر.
الوسط الشيعي، على مستوى النخب والقواعد الشعبية يسأل عن سبب إصرار الصدر على تشكيل حكومة أغلبية، مع اطراف سنية وكردية، رافضا التحالف مع القوى الشيعية.
يرى الباحث، رئيس مجموعة الاتحاد للتحليل، الدكتور محمود الهاشمي ان الحزب الديمقراطي الكردستاني وافق التيار بالعنوان الجديد (تحالف انقاذ الوطن) ليس رغبة بحقيقة موضوعية تناسب الواقع السياسي، وانما ردة فعل لحزمة من التداعيات التي انتجتها ظروف ما بعد الانتخابات من قرارات المحكمة الاتحادية الى محاولة الضغط على الاطراف الاخرى بحتمية قبول مرشح الديمقراطي دون مرشح الاتحاد الوطني.
واضاف ان الجميع يعلم سواء تغيرت العناوين او بقت فان اختيار طرق بعيدة عن المعادلة التوافقية هي مجرد اوهام.
يستطرد الهاشمي: اما لماذا يرغب التيار الابتعاد عن البيت الشيعي فان ذلك امر اراد به قبل ان يشكل الحكومة يوم اعلن قبل الانتخابات (ان الحكومة المقبلة صدرية قح) طامحا للحصول على رقم بالانتخابات يؤهله لهذا الهدف.
وتابع: لكن حين حصل على اقل من العدد المطلوب اختار ان يأتلف مع السنة والاكراد ليكون التيار ممثلا لوحده للشيعة فميا هما يحكمان في مساحتهما الجغرافية.
وتفيد مصادر بتشكيل الحزب الديمقراطي الكردستاني والتيار الصدري وتحالف السيادة، بعد عطلة عيد نوروز، تحالفاً باسم (إنقاذ وطن).
الباحث والكاتب قاسم العبوي أن الهدف من ذلك التحالف الثلاثي بغض النظر عن أسمه، أنما جاء بالضد من الإطار الشيعي ونكاية به، كونه تبنى قرارات وطنية أهمها القرار البرلماني القاضي بإخراج القوات الأجنبية والذي أصطدم بطريقة وأخرى بالأجندة الداخلية.
واستطرد: فضلًا عن ذلك هناك فوبيا لدى التحالف الثلاثي من الدور المحوري الايراني الذي أخذ بالنمو والارتقاء معتبرا ان صعود الجمهورية الاسلامية الايرانية كقوة عظمى في منطقة الشرق الأوسط هو الآخر اصطدم بالأجندة الاسرائيلية ، لذا عمدت واشنطن إلى إذكاء الفتنة في البيت الشيعي مما أدى إلى تشظيه وانقسامه ، ونتج عن ذلك الانقسام الحلف الثلاثي المزمع عن تسميته إنقاذ وطن ، ولأ إعلم ممن سينقذ الوطن.
ويرى الكاتب والمحلل السياسي محمود الحسيني، ان سبب ابتعاد الصدر عن القوى الشيعية هو اختلاف التوجهات، مشيرا الى ان الصدر يحاول إضفاء نوع من الغلاف الوطني على كل القوى التي يتحالف معها.
واضاف ان تحالفات التيار الصدري غير رصينة او وقتية، وامدها يدور في فلك التفاوض على تشكيل الحكومة فقط، مضيفا انها معرضة للانهيار، كمثل تحالفه مع الحزب الشيوعي الذي لم يدم طويلا، فما ان تشكلت الحكومة، ووُزّعت المناصب، حتى تعرضت الى الانهيار بقوة.
واعتبر الحسيني ان التحالفات باتت مجرد تسميات ومحاولة للفت الانتباه الى غلاف معين لا يصمد امام الحقائق السياسية الموجودة في العراق.
ويرى الحسيني ان السياسة في العراق مبنية على المحاصصة، مشيرا الى ان مسائلة حكومة الاغلبية لا تنطبق وفق الرؤية الموجودة حاليا ما دام الصدر يتحالف مع مكونات أخرى.
وختم الحسيني إن المكونات تريد امتيازات وتنازل، حتى وإن كان رئيس الحكومة صدريا فانه يجب أن يكون مبسوط اليد عليها.