بقلم // إياد الإمارة
أعود من جديد للحديث عن شهيد الفتوى سماحة حجة الإسلام الشيخ جعفر المظفر رضوان الله عليه بعد أن تواترت الردود على مقال لي يوم أمس تحدثت فيه عن شهيدنا الغالي بشكل مختصر، قلت فيه إن الشهيد رحل إلى جنان الخلد صائماً يدخر أجر صومه بالنيابة لإعانة اخوته المجاهدين في جبهات العز والولاء المحمدي الأصيل، وميزت في المقال بين عمامته وهو الأُستاذ الحوزوي المجد الذي عرف بجده وإجتهاده كما عرفناه بجهاده شهيداً رضوان الله عليه، وبين عمامة أخرى أشخصها ولا أنزل لمستوى ذكر صاحبها الرخيص المبتذل الذي يقضي وقته بين البغايا لا يخجل من نفسه ولا يرعوي لغيرته ران على قلبه الغي والضلالة والإنحراف عن جادة الصواب، وقلت أيضاً إن البعض لا يمر على ذكر عمائم الخير والشرف والفضيلة والإستقامة والعلم والجهاد والشهادة وهن عمائم كثر لكنه يترنح ضلالة مع مَن لف رأسه بخرقة أبعد ما تكون عن عمامة رسول الله “ص” وأبعد ما تكون عن قيمها ودورها الرسالي الكبير.
أكتب وأنا أشعر بفخر إنتمائي لعمامة الشهيد المظفر رضوان الله عليه التي أجدها وقد نُسجت من خيوط عمائم شيخ الأنصار حبيب الأسدي وأبن القين وبرير وعابس وجون وأتلمس إننا على العهد مع النبي المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وسلم ومع أمير المؤمنين علي ومع سيد الشهداء الإمام الحسين عليهما السلام.
تلك عمائمنا التي نقف خلفها نسمع رنين وحي الله تبارك وتعالى ونرى زغب أجنحة الملائكة وهي تضعها تحت أقدام طلبة علم وورع وتقوى وجهاد وشهادة.
وقد وردني هذا الرد من إعلامي فرقة الإمام علي عليه السلام القتالية الأُستاذ الطيب علي الطيب أنقله بتصرف:
في اليوم الذي أُستشهد فيه الشيخ جعفر المظفر كان يتحدث مع سماحة الحجة الشهيد السيد عبدالرضا الفياض رضوان الله عليهما قائلا له: “ان عمامتك تدلى منها شئ من وصلتها -أي الربط الخلفي للعمامة- وهذه إشارة على استشهادك”
وفعلاً تقدم الحجة السيد عبدالرضا الفياض رضوان الله عليه وكان مصاباً بقدمه إلى منخفض تقطنه إحدى القرى “ره” فأُصيب هناك برصاص قناص داعشي فتوثب الشهيد الشيخ جعفر “ره” ليخليه فتعرض هو الآخر إلى هجوم الدواعش مما أدى إلى إستشهادهما سوية بعد أن قتلا الداعشي الذي كان يواجههما مباشرة..
كان سماحة الشهيد السيد عبدالرضا الفياض يدعو الله تبارك وتعالى لنفسه بالشهادة قائلا:” أُريد ان استشهد على طريقة جدي الحسين عليه السلام بأن يبقى جسدي بالعراء .. فأستجاب الله له دعائه وبقي جسده الطاهر ومعه الشيخ جعفر المظفر رضوان الله عليهما في العراء يوماً كاملا إلى أن تمكن مجاهدو العصائب وفرقة الإمام علي عليه السلام من الإحاطة بالإرهابيين الدواعش والوصول إلى جثامين الشهداء وتحرير كامل القرية.