محللو التلفاز .. غير محللي الواقع

يقلم// زيد الحلي

معظم المحللين الذين اطلوا علينا من شاشة التلفاز في المدة الاخيرة ، باتوا يشعرون بالخجل ، وربما من الانكسار النفسي ، بعد ان فرضت عليهم ظروف الوطن ، وانعكاسات مجرياته السياسية ، تبدلا في اقوالهم ، فأخذنا نسمع منهم عرض فرضيات جديدة غير تلك التي كانوا يصرحون بها ، تتناسب مع تلك الانعكاسات ، واقصد هنا من كان يطلق العنان لنفسه متحدثا بأمور سطحية ، وكأنها مسلمات ، ولا اقصد المحللين الذين اتخذوا من الموضوعية والرصانة منهجا لهم .
اللافت ان رصيد الذين ولجوا ميدان التحليل بكل صنوفه ( السياسي ، الاقتصادي ، الرياضي ، الصحي .. الخ ) ارتفع بشكل منظور، وقد وصل الأمر بأحد هؤلاء الى ان يظهر في يوم واحد على ثلاث فضائيات !
لقد تناسى أولئك المنكسرون ، ولاسيما الذين استهواهم الظهور اليومي في برامج ( الاتجاه المعاكس ) العراقية ، باحثين عن شهرة هلامية ، إن الاعلام اليوم يشكل دوراً كبيرا في تكوين الرأي العام لدى كثير من المتابعين ، ويعد مرجعاً لا يستهان به في معرفة آخر الأخبار وما يطرأ من المستجدات فهو جزء من مؤثرات البيئة ومكونات الشخصية ، وسلاح ذو حدين بحسب من يوضع في يده فإن تكفل به الأمناء سار على الدرب ، مستقيم ومحقق للآمال والطموح ، وإن تولاه العابثون في طرح الرؤى الضبابية ، اختل اتزانه وأصبح يترنح ذات اليمين وذات الشمال فتصبح الأمور مضطربة لا تخلو من الزيف والمبالغة..
ان بعض ( المحللين ) المتبارين في حلبة الاعلام ، يؤمنون بانهم لو ارادوا تغيير قناعات الجمهور ، فالأعلام هو سلاح فوري في تحقيق المرامي … لكنهم على خطأ ، فالمشاهد والقارئ دائما اوعى ، لأنه يعيش الشارع وتناقضاته ، فالتحليل الصادق هو من يقول للمسؤول ما يريده الشعب، وليس أن يقول للشعب ما يريده المسؤول ، وآمل ان لا يزعل من اشرت لهم .. ان المجتمع يريد منهم الابتعاد عن الكلمات المشحونة ، والتي يمكن ان تذكي جوانب لا انسانية في المجتمع على غرار اذكاء الطائفية… فالذي يهمنا مصير وطن تتقاذفه امواج من الاحباط في مناحي الحياة بكل أوجهها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى