بقلم // حسن النحوي
وصلتني بعض الردود الكريمة ممن تصلهم مقالاتي
و أحبُّ التنويه الى بعض الامور
و شكري المقدم لكل من تابع و تفاعل
١- انا ( داعم ) و لست ( تابع ) للدولة،
و الفرق شاسع بين المصطلحين ،انا ( تابع) للعلماء العاملين في زماني هذا و اخص بالذكر منهم السيدين العليين الحسينيين السيستاني و الخامنئي حفظهما الله.
٢- لا يمكن قياس ( حاكم مدعوم) بأمير المؤمنين عليه السلام ، خصوصا و ان قال بنفسه [أَلاَ وَإِنَّكُمْ لاَ تَقْدِرُونَ عَلَى ذَلِكَ وَلَكِنْ أَعِينُونِي بِوَرَعٍ وَاِجْتِهَادٍ، وَعِفَّةٍ وَسَدَادٍ]
المطلوب من الحكام غير المعصومين هو الورع و الاجتهاد و العفة و السداد
و ذكرت في مقالتي الاولى اننا سنراقب و نقيّم و نشخّص مواطن الخلل و ننقد نقداً بنّاءاً
و لكن سندعم
فنحن لسنا مثاليين و طوبائيين
لن انتظر حاكما يشبه علي ابن ابي طالب كي ادعمه
من يشبه علي ابن ابي طالب انا تابع له
نريد حاكما يحاول ان يسير بخطى علي ع
يريد ان يخدم و يحارب الفاسدين
هكذا شخص يستحق ان يدعم
كي لا نكون من اهل الخذلان للصالحين
و الصالح على خطى علي عليه السلام
ولكن لابد ان نحاكمه على مسطرة اصحاب علي عليه السلام
مثل مالك الاشتر رض و محمد بن ابي بكر في كتاب علي عليه السلام لأهل مصر و محمد بن ابي بكر
رُوِيَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ ، عَنْ عَبَايَةَ أنهُ قَالَ : كَتَبَ عَلِيٌّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ إِلَى أَهْلِ مِصْرَ لَمَّا بَعَثَ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ إِلَيْهِمْ كِتَاباً يُخَاطِبُهُمْ بِهِ ، وَ يُخَاطِبُ مُحَمَّداً أَيْضاً فِيهِ : ” أَمَّا بَعْدُ : فَإِنِّي أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ فِي سِرِّ أَمْرِكُمْ وَ عَلَانِيَتِهِ ، وَ عَلَى أَيِّ حَالٍ كُنْتُمْ عَلَيْهَا ، وَ لِيَعْلَمَ الْمَرْءُ مِنْكُمْ أَنَّ الدُّنْيَا دَارُ بَلَاءٍ وَ فَنَاءٍ ، وَ الْآخِرَةُ دَارُ جَزَاءٍ وَ بَقَاءٍ ، فَمَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يُؤْثِرَ مَا يَبْقَى عَلَى مَا يَفْنَى فَلْيَفْعَلْ ، فَإِنَّ الْآخِرَةَ تَبْقَى وَ الدُّنْيَا تَفْنَى ، رَزَقَنَا اللَّهُ وَ إِيَّاكُمْ تَبَصُّراً ، بَصَراً لِمَا بَصَّرَنَا ، وَ فَهْماً لِمَا فَهَّمَنَا ، حَتَّى لَا نُقَصِّرَ فِيمَا أَمَرَنَا ، وَ لَا نَتَعَدَّى إِلَى مَا نَهَانَا .
وَ اعْلَمْ يَا مُحَمَّدُ : أَنَّكَ وَ إِنْ كُنْتَ مُحْتَاجاً إِلَى نَصِيبِكَ مِنَ الدُّنْيَا ، إِلَّا أَنَّكَ إِلَى نَصِيبِكَ مِنَ الْآخِرَةِ أَحْوَجُ ، فَإِنْ عَرَضَ لَكَ أَمْرَانِ ، أَحَدُهُمَا لِلْآخِرَةِ ، وَ الْآخَرُ لِلدُّنْيَا ، فَابْدَأْ بِأَمْرِ الْآخِرَةِ ، وَ لْتَعْظُمْ رَغْبَتُكَ فِي الْخَيْرِ ، وَ لْتَحْسُنْ فِيهِ نِيَّتُكَ ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يُعْطِي الْعَبْدَ عَلَى قَدْرِ نِيَّتِهِ ، وَ إِذَا أَحَبَّ الْخَيْرَ وَ أَهْلَهُ وَ لَمْ يَعْمَلْهُ كَانَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ كَمَنْ عَمِلَهُ ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) قَالَ حِينَ رَجَعَ مِنْ تَبُوكَ : إِنَّ بِالْمَدِينَةِ لَأَقْوَاماً مَا سِرْتُمْ مِنْ مَسِيرٍ ، وَ لَا هَبَطْتُمْ مِنْ وَادٍ ، إِلَّا كَانُوا مَعَكُمْ ، مَا حَبَسَهُمْ إِلَّا الْمَرَضُ ، يَقُولُ كَانَتْ لَهُمْ نِيَّةٌ .
ثُمَّ اعْلَمْ يَا مُحَمَّدُ : إِنِّي وَلَّيْتُكَ أَعْظَمَ أَجْنَادِي أَهْلَ مِصْرَ ، وَ إِذْ وَلَّيْتُكَ مَا وَلَّيْتُكَ مِنْ أَمْرِ النَّاسِ فَإِنَّكَ مَحْقُوقٌ أَنْ تَخَافَ فِيهِ عَلَى نَفْسِكَ ، وَ تَحْذَرَ فِيهِ عَلَى دِينِكَ وَ لَوْ كَانَ سَاعَةٌ مِنْ نَهَارٍ ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ لَا تُسْخِطَ رَبَّكَ لِرِضَا أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ فَافْعَلْ ، فَإِنَّ فِي اللَّهِ خَلَفاً مِنْ غَيْرِهِ ، وَ لَيْسَ فِي شَيْءٍ غَيْرِهِ خَلَفٌ مِنْهُ ، فَاشْتَدَّ عَلَى الظَّالِمِ ، وَ لِنْ لِأَهْلِ الْخَيْرِ ، وَ قَرِّبْهُمْ إِلَيْكَ ، وَ اجْعَلْهُمْ بِطَانَتَكَ وَ إِخْوَانَكَ ، وَ السَّلَامُ ”