كنوز ميديا / تقارير
(وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللَّهِ)..
مع إن الأيام كلها لله، لكنه جلّ وعلا حددّ بعضها لتكون رمزاً للفيض الألهي وأعطاها خصوصيةً.
الناس أيضا كلهم مخلوقات الله، لكن هناك رمزية نورانية لهم وهم الأنبياء والرسل والأوصياء، فلا يمكن أن يكون كل الناس على هذه الدرجة.
في الأحاديث النبوية الشريفة التي هي صنو القرآن، أزمنة وأمكنة لها خصوصية، على سبيل المثال لا الحصر، زمانياً شهرا محرم وصفر، ومكانياً كربلاء المقدسة.
في هذا الزمان والمكان أُختزِلت مفاهيم السماء من الزمان والمكان والشخوص، وحسينها كان الوارث لكل المبادئ التي جاء بها الأنبياء لصلاح الانسان التي أراد الشيطان وئدها، فأحياها سيد الشهداء “عليه السلام”، وأعاد الأنسان بريقها بكربلاء.
وهذه الأيام من أيام الله بدءاً من عاشوراء الى الأربعينية، تحيى فيها القلوب والعقول. هنا الأنسان هنا السلام وإن كان مختضباً بالدم.
ننحني إجلالاً وإكراماً لأيام الله الحسينية أينما تُحيى، الى من وقف يحمي ويطعم ويأوي ويكتب ويلطم ويصور ويبكي ويمشي. هذه الملايين التي أكثرت السواد بوجه اعداء الحسين (ع).
الملايين الجهورة بشعارات الحسين، والصامتة أمام جماله، رسائل حب يجب أن تستمر لتؤسس منظومة أخلاقية تكون أساساً لتعامل الأنسان مع الأنسان في كل مفاصل الحياة بنفس الروحية التي نعيشها في أيام محرم وصفر.
حتى اذا وقف الذهول يسأل! من صنع هذا الجمال؟
يأتي الجواب صنعته (لا) الحسين “عليه السلام”..