كنوز ميديا / دولي / تقارير

قبل يوم واحد من إنتهاء ولايته، يضع الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، لمساته الأخيرة للعفو عما يريد، حيث قالت شبكة (سي. إن. إن) الأميركية، إن “ترامب” يستعد لإصدار حوالي 100 عفو وتخفيف أحكام في آخر يوم كامل له في المنصب الرئاسي، اليوم الثلاثاء، وفقًا لثلاثة أشخاص مطلعين على الأمر، فيما يمثل مجموعة كبيرة من إجراءات الرأفة التي تشمل مدانين من الشخصيات البارزة ومغنيين “راب”، لكن ليس من المتوقع أن يشمل العفو “ترامب” نفسه، حتى الآن.

وقال مصدر، لـ (سي. إن. إن)، إن “البيت الأبيض” عقد اجتماعًا، أمس الأول الأحد، لوضع اللمسات الأخيرة على قائمة العفو.

وقالت مصادر أخرى مقربة من الرئيس الأميركي المنتهية ولايته، “دونالد ترامب”، إنه ناقش قرارات عفو جديدة مع مستشاريه، لكن من غير المرجح أن يصدرها علنًا.

فيما لم تُشر المصادر إلى الأشخاص الذين يمكن أن يشملهم العفو، خاصة وأن العديد من المصادر أكدت في الآونة الأخيرة مناقشة “ترامب” إصداره عفوًا وقائيًا عن نفسه وعن أفراد عائلته المقربين، ومحاميه الشخصي، “رودي غولياني”، قبل أن يغادر “البيت الأبيض”، في كانون ثان/يناير 2021.

العفو عن مقتحمي “الكونغرس”..

قرارات العفو الأخيرة، تأتي في الوقت الذي يطالب فيه العديد من أنصار “ترامب”، الذين شاركوا في اقتحام مبنى “الكونغرس” وتتم ملاحقتهم قضائيًا، من الرئيس “ترامب” أن يُصدر بحقهم عفوًا قبل مغادرته “البيت الأبيض”.

إزدهار تجارة العفو..

عن قرارات العفو، أشارت صحيفة (نيويورك تايمز) الأميركية؛ إلى إن تجارة “العفو” إزدهرت في أيام “ترامب” الأخيرة مقابل مبالغ خيالية، مضيفة أن حلفاء للرئيس جمعوا عشرات الآلاف ممن يريدون الحصول على عفو رئاسي.

وأضافت الصحيفة أن التنافس على سوق العفو زاد بعدما تبين أن الرئيس لم يُعد لديه فرصة لقلب نتائج الانتخابات لصالحه. ويقوم المدعي الفيدرالي السابق، والذي يعمل في مجال اللوبي، “بريت تولمان”، بتقديم النصح لـ”البيت الأبيض” حول العفو ووقف الأحكام، ولكنه حوّل خدماته إلى فرصة مالية وجمع آلاف الدولارات؛ وربما أكثر في الأسابيع القليلة الماضية، من أجل الضغط للحصول على عفو عن ابن عضو سابق في “مجلس الشيوخ” عن ولاية “أركنساس”، وآخر أنشأ موقعًا غير قانوني لبيع المخدرات؛ بالإضافة للعفو عن سيدة مجتمع في “مانهاتن” أُدينت بالتزوير.

ووفقًا للصحيفة الأميركية حصلت مستشارة لحملة الرئيس على وعد بـ 50 ألف دولار للمساعدة في تأمين العفو عن “جون كيرياكو”، العميل السابق في (سي. آي. إيه)، والذي اتهم بنشر معلومات سرية، ومبلغ آخر بنفس القيمة لو تم تأمين العفو.

ومن الشخصيات المعروفة في مجال اللوبي والمقربة من ترامب، “مات سكالب”، الذي اقترحه “ترامب” ليكون عضوًا في “مجلس تمويل مكتبة الكونغرس”؛ وكان يضغط للعفو عن، “باركر بيتيت”، المتبرع الجمهوري الكبير والمتهم بالتزوير، كما أعلن العامل في جماعات اللوبي، “مارك دي كوان”، عن خدماته في مجال تأمين العفو عن، “نيكي لام ديفيس”، التي أدينت بالقيام بعمليات تأثير على إدارة “ترامب” نيابة عن المصالح الصينية والماليزية.

قرارات عفو سابقة أثارت الجدل..

وكان “ترامب” قد أصدر، في كانون أول/ديسمبر الماضي، موجة من قرارات العفو الرئاسية المثيرة للجدل، والتي شملت عددًا من شخصيات طالها التحقيق في التدخل الروسي بالانتخابات، وكذلك والد صهره، ومستشاره، “غاريد كوشنر”.

وكان من بين المستفيدين من قرارات العفو هذه: “بول مانافورت”، المدير السابق لحملة “دونالد ترامب”، في 2016، ومستشاره السابق، “روغر ستون”، وهما شخصيتان متورطتان في التحقيق بالتدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية، التي فاز فيها “ترامب”.

وأثار هذا العفو انتقادات من كبار الديمقراطيين؛ قائلين بأن “ترامب” لا يقدم هذا العفو من باب التوبة أو لتحقيق العدالة، بل لمكافأة حلفائه السياسيين، وحماية من يكذب ليتستر عليه، وإيواء المذنبين بقتل المدنيين.

ووصف السيناتور الجمهوري، “بن ساسي”، الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، معلقًا على قرارات العفو الأخيرة التي أصدرها، في بيان: “هذا فاسد حتى النخاع”.

لا يعتزم العفو عن نفسه أو عن أفراد أسرته..

ونقلت (رويترز) عن مصدر وصفته: بـ”المطلع” قوله، إن “ترامب” لا يميل حتى الآن لإصدار قرار بالعفو عن نفسه.

وأشار المصدر، مشترطًا عدم نشر اسمه؛ إلى أن “ترامب” لا يعتزم، حتى الآن، العفو عن نفسه، ولا يعتزم أيضًا إصدار قرارات عفو احترازية عن أفراد أسرته، وهو أمر سبق أن ناقشه أيضًا مع مستشاريه.

قرار دستوري أم غير دستوري ؟

حول هذه الخطوة، في حال أقبل عليها “ترامب”، قال عدد كبير من الخبراء والمراقبين، إن العفو عن النفس سيكون قرارًا غير دستوري، لأنه ينتهك المبدأ الأساس القائل إنه يجب ألا يكون أي إنسان الحكم في قضية يقف فيها موقف المتهم.

فيما يرى آخرون أن العفو عن النفس دستوري، لأن سلطة العفو وردت بصياغة عامة في الدستور.

وتوضح النصوص التاريخية أن مؤسسي الدولة، في القرن الثامن عشر، ناقشوا فكرة العفو عن النفس، لكنهم اختاروا ألا يفرضوا قيدًا صريحًا على سلطة العفو.

ووجّه “مجلس النواب”، الذي يقوده الديمقراطيون، الأسبوع الماضي، إلى “ترامب” تهمة تحريض أنصاره على اقتحام مبنى (الكابيتول)، مقر “الكونغرس”، في السادس من كانون ثان/يناير 2021.

وسيحاكم “ترامب” أمام “مجلس الشيوخ”، وإذا أدين فقد يفقد أهليته لترشيح نفسه مرة أخرى في انتخابات الرئاسة، في 2024.

رفض أميركي..

وفي استطلاع رأي جديد، رفض أغلبية واضحة من الأميركيين، إصدار الرئيس “ترامب” عفوًا رئاسيًا عن نفسه قبل مغادرة منصبه، وفقًا لشبكة (إيه. بي. سي)؛ يعارض 68% من الأميركيين الفكرة، بينما يؤيدها 28% فقط، وبحسب ما ورد طرح “ترامب” فكرة إصدار عفو عن نفسه وأفراد عائلته لعدة أشهر، فى حين هدد الديمقراطيين، منذ فترة طويلة، بمتابعة التحقيقات في الشؤون المالية الشخصية للرئيس؛ والتى من المحتمل أن تؤدي إلى اتهامات جنائية بمجرد تركه منصبه.

وقد حثه بعض كبار مؤيديه، بمن فيهم، “شون هانيتي”، من قناة (فوكس نيوز)، علانية على متابعة العفو عن نفسه، قائلاً: “الرئيس خارج البيت الأبيض يحتاج إلى العفو عن عائلته بأكملها وعن نفسه؛ لأنهم يريدون أن تستمر مطاردة الساحرات هذه إلى الأبد إنهم مليئون بالغضب والجنون ضد الرئيس”، في إشارة منه إلى الديموقراطيين.

كما أيد 58% من المشاركين في الاستطلاع الجديد؛ قرار (تويتر) بحظر “ترامب” بشكل دائم من المنصة، وهو ما فعلته مشيرة إلى خطر حدوث مزيد من العنف، حيث قالت الشركة في بيان: “نظرًا للتوترات المستمرة في الولايات المتحدة، والارتفاع في المحادثة العالمية فيما يتعلق بالأشخاص الذين اقتحموا مبنى (الكابيتول) بالعنف، في 6 كانون ثان/يناير 2021، يجب قراءة هاتين التغريدات في سياق الأحداث الأوسع في البلاد والطرق التي يمكن من خلالها حشد تصريحات الرئيس من قبل جماهير مختلفة، بما في ذلك التحريض على العنف، وكذلك في سياق نمط السلوك من هذا الحساب في الأسابيع الأخيرة”.

aq

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here