كنوز ميديا / تقارير / سياسي

تحدٍّ كبير وخطير أمام مجلس النواب الذي يستعد لعقد جلسته الاعتيادية اليوم الثلاثاء، وسط تحديات مختلفة آخرها وأهمها الاعتداء الامريكي الصارخ الذي استهدف قوات الحشد الشعبي في الحدود السورية العراقية، لإعلان موقفه التشريعي الرسمي إزاء الانتهاك الذي استهدف قوة أمنية عراقية داخل أراضي البلد.
نواب في البرلمان رجحوا استمرار غياب الاعضاء من الجلسة للحيلولة دون عقد الجلسة النيابية، لافتين الى أن لغة الاستنكار والإدانة لم تكفِ بعدُ سواء من الحكومة أو من قبل الكتل السياسية تحت قبة مجلس النواب.
وقام الطيران الأمريكي في ساعة متأخرة من ليلة الأحد باستهداف قوات الحشد الشعبي المخصصة لحماية المنطقة الحدودية مع سوريا والتي راح ضحيته أربعة شهداء من أبطال الحشد، حيث زعمت وزارة الدفاع الأمريكي أن هذا المقر يضم أسلحة مختلفة، فيما بددت هيأة الحشد ذلك.
وعلى إثر الحادثة تهافتت بيانات الكتل السياسية النيابية خصوصا الشيعية بإدانة واستنكار الجريمة الامريكية، إلا أن مراقبين حثوا النواب المستنكرين الى إثبات قولهم من خلال اتخاذ موقف تحت قبة التشريع إزاء العملية الامريكية.
وتأتي تلك العملية بالتزامن مع تعطيل مجلس النواب لجلساته منذ أكثر من شهرين بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني للجلسات لانشغال الغالبية العظمى من أعضاء البرلمان بالحملات الانتخابية التي شرع بها أغلب النواب بشكل مبكر.
ومن جهة أخرى تتهم أوساط سياسية هيأة رئاسة مجلس النواب وعلى وجه الخصوص رئيس البرلمان محمد الحلبوسي بتعطيل الجلسات وعدم محاسبة أعضاء المجلس المتغيبين.
إلا أن وقوع الانتهاك الأمريكي الأخير سيضع الكتل السياسية أمام اختبار صعب في الحفاظ على السيادة واتخاذ موقف موحد إزاء التوغل الامريكي واستهداف القوات الامنية المرابطة على الحدود السورية.
وناقش المجلس الوزاري للأمن الوطني تداعيات القصف الأمريكي، فيما اعتبر المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة الناطق يحيى رسول الهجوم الجوي الامريكي انتهاكا سافرا ومرفوضاً للسيادة العراقية، مشيرا الى أن العراق سيقوم بالتحقيقات والإجراءات والاتصالات اللازمة على مختلف المستويات لمنع حصول مثل هكذا انتهاكات.
وبدوره، أكد النائب عن تحالف الفتح وليد عبد الحسين، أن “مفردات الاستنكار التي تطلقها الكتل السياسية وأعضاء البرلمان إزاء الاعتداء الامريكي الذي استهدف قوات الحشد الشعبي على الحدود السورية العراقية لا تكفي”، مؤكدا أن “هذا الاعتداء يهدد أمن الدولة والمواطنين العراقيين جميعا، خصوصا أن القوة المستهدفة هي تحارب داعش والتنظيمات الارهابية”.
وقال عبد الحسين، في تصريح  إن “مجلس النواب سبق له أن أدى دوره تجاه الانتهاكات الامريكية المتكررة من خلال قراره القاضي بإخراج تلك القوات من الاراضي العراقية وإلزام الحكومة بذلك، وبذلك فأن موقفنا السابق هو يمثل ردا على كل انتهاك أمريكي يقع على الاراضي العراقية”.
وشدد، أن “صاحبة التنفيذ “الحكومة” هي مسؤولة عن تطبيق القرار، لكن إجراءاتها بهذا الجانب غير مجدية وضعيفة”.
وأشار الى أن “جلسة البرلمان لهذا اليوم الثلاثاء، ستخصص لها زاوية كبيرة للاعتداءات الامريكية الاخيرة، لكنه لم يستبعد الإخلال بالنصاب القانوني للجلسة سيما من بعض الكتل السياسية التي دأبت على التغيب المستمر عن الجلسات من دون أن يكون هناك حساب من قبل هيأة الرئاسة”.
ولفت الى أن “التصعيد الامريكي الاخير يتطلب حضور جميع الكتل من كافة المكونات سيما أنه يمثل انتهاكا صارخا على أمن البلد وسيادته الوطنية.

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here