كنوز ميديا / تقارير / متابعة
بين قطعها أرزاق أصحاب سيارات الأجرة والتسبب بكثرة الحوادث، ترتفع موجة الرفض لانتشار “التك تك” داخل العاصمة بغداد، ففيما عبر صاحب “تكسي” عن غضبه من انتشار تلك الظاهرة بسبب تأثيرها على عمله، أكد صاحب “تك تك” عدم امتلاكه مصدر دخل غير هذا العمل، مؤكدا رضاه بالارباح البسيطة لانها تكفي لسد قوت عائلته.
ويقول أبو مريم، وهو سائق سيارة أجرة (تكسي) ، إن “أصحاب التك-توك والستوتة دمروا مهنتنا، وقطعوا ارزاق العديد من سائقي مركبات الاجرة”.
ويضيف أن “هؤلاء يقبلون بأي أجرة مهما كانت متدنية للذهاب لأي مكان، وهو ما يجعلهم محط انظار المواطن الذي دائما ما يبحث عن الارخص، مهما كان نوع وسيلة النقل”.
ويلفت الى أن “ازدياد الحوادث وخصوصا في بغداد هو بسبب وسائل النقل هذه، والغريب في الموضوع أنه وعلى الرغم من أن صاحب التك تك متسبب بالحادث فان المخطط يقع على صاحب السيارة، لأن سائق التك تك أو الدراجة يتعرض لاذى كبير مهما كان الحادث بسيطا لعدم وجود حماية محيطة به”.
وانتشرت خلال السنوات الماضية، ظاهرة الدراجات النارية “التك تك والستوتات”، حيث تعمل هذه الدراجات كعربات نقل أشخاص وبضائع بسيطة، وفي البداية كان ظهورها مقتصرا في الأسواق الشعبية المغلقة التي لا تدخلها السيارات، وبعد ذلك تطور ليشمل كافة المناطق، وبدأت بالعمل بشكل طبيعي على نقل الركاب بين منطقة واخرى.
وغالبا ما يكون ثمن هذه الدراجات بسيط، أي بنحو 2500 دولار كمعدل متوسط، ما يدفع العديد من الشباب الى العمل فيها، خاصة الذين لا مهنة لديهم، رغم ان هذه الدراجات تفتقر الى شروط السلامة، ودائما ما تؤدي حوادثها الى التسبب باصابات بليغة لصاحبها.
الى ذلك، يوضح الضابط برتبة رائد في مديرية المرور حيدر محمد، أن “البيان رقم 2 لسنة 2021، واضح جدا، وهو منع سير الدراجات النارية بكافة صنوفها، سواء ذات العجلتين او الثلاثة وهي (التك تك والستوتة) على الطرق السريعة والمقصود منها شارع القناة وسريع محمد القاسم وغيرها”.
ويردف أن “مفارزنا بدأت بمحاسبة المخالفين، حيث تم حجز العديد من الدراجات المخالفة، إضافة الى فرض غرامة مالية قدرها 100 الف دينار”، مبينا أن “هذا القرار جاء بسبب كثرة الحوادث المرورية التي رصدناها مؤخرا، وفيها نسبة كبيرة من الوفيات والجرحى، وهذا كله بسبب الدراجات النارية”.
ويتابع أن “الطرق السريعة ليست مخصصة لهذا الغرض، ومن غير المسموح للدراجات بالسير فيها، خاصة وأن بعضهم يأخذون الجانب الأيسر المخصص للسرعة العالية، حتى بتنا نشهد يوميا أكثر من حادث مروي بين الدراجات والسيارات الأخرى”.
وكانت مديرية المرور العامة، أصدرت قرارا في 10 اب اغسطس الحالي، يقضي بمنع قيادة الدراجات ذات العجلتين والثلاث عجلات التك تك والستوتة بانواعها المسجلة وغير المسجلة في دوائر المرور على الطرقات السريعة والرئيسية في بغداد والمحافظات لمخاطرها واستغلالها في العمليات الارهابية والجنائية، وان يكون تجوالها داخل حدود المناطق السكنية فقط.
وقد برز التك تك في تظاهرات تشرين الاول أكتوبر 2019، حيث كان لاصحابه الدور الأبرز في إيصال المتظاهرين الى ساحة التحرير بعد قطع كافة الطرقات، فضلا عن نقل لمصابين جراء العنف الذي استخدمته القوات الامنية الى المستشفيات، حتى تحول الى أحد رموز التظاهرات.
من جانبه، ينوه علي كريم، وهو صاحب تك تك. الى أن “التك تك هو مصدر الرزق الوحيد لي ولعائلتي المتكونة من 4 اشخاص، حيث ما استحصله من رزق يومي يكفي لقوتي وقوت عائلتي”.
وينبه الى ان “للتك تك مخاطر كثيرة على أرواحنا، وكما هو معروف بالمثل الشعبي الشائع (الماطور قاتل صاحبه) وهذا فعلا صحيح، حيث اي حادث بالتك تك او الدراجة، فمصيره إما الموت او الاعاقة البالغة”، متابعا ان “رخص أجرة التك تك تأتي من قلة استهلاكه للبنزين ورخص مواده الاحتياطية، وبكل الاحوال لن ينافس التك تك سيارات الاجرة او الباصات، كوننا نعمل بداخل المناطق والطرق غير المتوفرة فيها باصات، وغالبها داخل الاسواق الشعبية”.
وحول قرار مديرية المرور بمنع التك تك من السير في الطرق السريعة، يوضح أن “قرار المرور مجحف بحقنا، كوننا نضطر في بعض الأحيان لعبور هذه الطرق السريعة”.
ودائما ما تنشر صور في وسائل التواصل الاجتماعي، بشأن العدد الكبير للتك تك في شوارع بغداد، وترفق بسؤال “هل نحن في العراق أم الهند”، وذلك نظرا لانتشار التك تك في الهند منذ سنوات طويلة، واصبح وسيلة النقل الاساسية فيها.