علي عنبر السعدي
– كان ينبغي للمعادلة أن تستقيم
– الاخوان المسلمون والشيعة الثوريون
– بعض القادة العراقيين ،سيجدون انفسهم في البرزخ .
انتصرت طالبان في افغانستان بسهولة لم تكن متوقعة ، وأبدت من السلوك ما لم يكن متوقعاً كذلك ،فماذا بعد ؟؟
منذ سنوات ، والمنطقة منقسمة بين اسلام انتحاري مثلته داعش والتنظيمات المتشددة ، وبين اسلام حواري مثلته مرجعيات الشيعة وفي مقدمهم السيستاني .
الاسلام المتشدد وما نتج عنه ،قادته المؤسسات التي سيطرت عليها الوهابية بأموالها وفتاواها ، ما كانت نتيجته ان يؤثر حتى على متبنيات الأزهر ،الذي طالما نُظر اليه انه مركز الاعتدال عند السنّة .
كان الاخوان المسلمون ، يمثلون خطا وسطياً داخل قلاع الاسلام المتشدد ،فقد مارسوا الانتخابات وارتضوا شرعية صناديق الاقتراع بديلا للشرعية الاسلامية ، والاخون في تاريخهم ،كانوا هم الطرف الوحيد الذي مد جسور التواصل مع الشيعة ، وحين حكموا مصر لاقل من عام ، سمحوا بممارسة الحريات العامة ، وفي سياستهم الخارجية ،كان اول زيارة لمرسي هي الى ايران ،ودعا نجاد الى زيارة مصر ، وكان من شأن ذلك ، ان يحاصر الاسلام المتشدد الذي قادته السعودية ،وترسي قواعد حوار بين اهم ثلاث دول في المنطقة- تركيا ومصر وايران – .
قطر الامارة الصغيرة والثرية ، كانت قد انحازت الى جانب الاخوان المسلمين ، واعلنت عداءها للوهابية وماتفعله في المنطقة ، وفي ذروة مناهضة ايران ، التي اجتاحت دول الخليج – والعرب عموماً – حافظت قطر على علاقة متينة مع ايران ،كما لعبت دوراً في التحول الذي لحق بطالبان نحو التوجهات الاخوانية ،بديلاً للوهابية – كما تبدو عليه المؤشرات – .
مع انتصار طالبان ومع توجهاتها الميدانية الأخيرة وسلوكيات التسامح التي طرحتها والتزمت بها حتى الآن ،يكون الاسلام الاخواني- أو تأثيراته – قد وجد ساحة مهمة ومحورية ليتمركز فيها ،ويفتح الطريق على جناح الاسلام الآخر (الشيعي ) متمثلاً باايران .
طالبان لايتوقع لها ان تشن حرباً على أي بلد مجاور، ولا تعمل على نشر التشدد والارهاب – رغم عدم خلوها من أجنحة متشددة – لكن في كل حال ، يمكن القول ان تأثيراتها ستجد صداها في قلاع الاسلام المتشدد – خاصة في السعودية – التي يبدو ان دورها الفاعل يوشك على الانحسار، وقد بات العالم يزداد قناعة بأن دورها بات يمثل عبئاً على المنطقة ، كما ان نظامها قد لايكون مهيئا ولامؤهلاً لاصلاحات تمكنه اللحاق بركب التغيرات المتسارعة .
أما في العراق ، فلايتوقع ان يكون لطالبان دور كبير في تغييرات مقبلة ، لكن هناك قادة دينيون سياسيون – مثل مقتدى الصدر- سيجدون أنفسهم في البرزخ ، فقد تقاربوا مع الاسلام السعودي ،لكنهم لم يصبحوا منه ، وتباعدوا عن الاسلام الشيعي (الايراني ) لكنهم لم يخرجوا عنه ، لذا سيكون للاحداث المقبلة تأثير أكبر على من لم يحدد خياراته منذ البداية…

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here