كنوز ميديا / تقارير

دخلت القوى السياسية التقليدية في صراع كبير وخلافات حادة حول موعد الانتخابات وقد انسحبت بعض القوى الرئيسية وعادت الى المنافسة وسط متابعة دولية حثيثة، من دون ظهور أي موقف لقوى تشرين، التي انبثقت من الحراك الاحتجاجي في تشرين الاول اكتوبر 2019 على الرغم من أنها هي صاحبة مطلب الانتخابات المبكرة، الأمر الذي عزاه ناشطون ومرشحون عن تلك القوى الى انقسامات داخلها، فضلا عن تهميشها والخوف من استهدافها، منوهين الى قرب عقدها مؤتمرا موسعا لإعلان “المعارضة”.

ويقول الناشط من محافظة البصرة محمد الياسري في حديث إن “غياب أحزاب تشرين عن الصراع حول موعد الانتخابات هو لسببين، أولهما الخشية من التعرض لهجمة تسقيط من خلال الاتهام بالتكالب على السلطة، والثاني أن الأحزاب الجديدة ترى أن تأجيل الانتخابات يصب بمصلحتها، لكنها لا تستطيع التصريح بهذا الأمر، كي لا يعتبروا مساهمين بتسويف مطلب الجماهير، لذلك التزمت قوى تشرين الصمت”.

ويضيف الياسري، أن “حظوظ أحزاب تشرين قليلة في هذه الانتخابات، ولديها إدراك بان تعزيز وجودها سيكون من خلال انتخابات 2025”.

ومنذ مطلع تموز يوليو الماضي، طرح الحديث حول تأجيل الانتخابات، ومن ثم أعلن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في 15 من ذلك الشهر انسحابه من الانتخابات ومقاطعته لها، ما دفع الحزب الشيوعي العراقي وصالح المطلك الى الانسحاب ايضا.

انسحاب الصدر دفع القوى السياسية الى عقد اجتماعات مكثفة، خاصة بعد اشتراطه تأجيل الانتخابات مقابل عودته لها، وشكل رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي لجنة لمفاوضة القوى المنسحبة لغرض إقناعها بالعدول عن قرارها.

وفي 27 آب اغسطس الماضي، أعلن الصدر في كلمة متلفزة، عن عودته للمشاركة بالانتخابات وإلغاء قرار انسحابه، بعد تسلمه ورقة إصلاحية، من قبل سياسيين، مؤكدا أنها جاءت وفقاً لتطلّعاته الإصلاحية، وأن من شأنها إبعاد مشاركة الفاسدين وذوي المصالح الخارجية، على حد تعبيره.

وطيلة هذه الفترة، صدرت مواقف متباينة لقوى تشرين المنبثقة من تظاهرات تشرين الاول اكتوبر 2019، حيال المشاركة في الانتخابات من عدمها، فضلا عن غموض في مواقف البعض من دعم مرشحين أم لا.

وحول هذا الامر، يبين الناشط منتظر بخيت في حديث أن “موقف تشرين الغالب او الأكثرية لم يناد بالتأجيل فقط، بل مقاطعة الانتخابات، لان المشكلة لا تكمن بالمناخ الانتخابي، بل هناك مشكلة ايضا في قانون الانتخابات الذي تم تفصيله ليناسب كتلا سياسية معينة”.

وينوه الى أن “هناك مؤتمرا يجري الاعداد له منذ اشهر، وسيعقد في الشهر الحالي، وسيشمل كافة قوى تشرين وغيرها مثل الحزب الشيوعي العراقي، واغلب الكتل التي دعت الى مقاطعة الانتخابات”، موضحا ان “المؤتمر قد يشهد اعلان جبهة معارضة وفق ما مخطط له”.

وسبق لعدد من قوى وأحزاب تشرين الأول أكتوبر، أن عقدت أواخر الشهر الماضي، مؤتمرا في بغداد، ضم مئات الناشطين وناقش موضوع الانتخابات بصورة عامة، دون أن يصدر عنه أي بيان.

وتعد هذه الانتخابات المبكرة، إحدى مطالب تظاهرات تشرين التي أجبرت رئيس الحكومة عادل عبد المهدي على تقديم استقالته، ومن ثم المجيء بحكومة مصطفى الكاظمي التي كان هدفها الأول هو الإعداد لانتخابات مبكرة، وتكون “حرة ونزيهة”.

من جانبه، يبين المرشح المستقل عن قوى تشرين مقداد ابوالهيل في حديث أن “موضوع عدم مشاركة قوى تشرين بالصراع حول موعد الانتخابات، له عدة اسباب أولها ان الأحزاب التي انبثقت من تشرين انقسمت إلى قسمين، أحدها لم يشارك بالانتخابات بحجة اشتراط حصر السلاح بيد الدولة ومحاسبة قتلة المتظاهرين وضمان عدم تزوير العملية، وهذا يعني أن الانتخابات لا تعني لهم شيئا”.

ويوضح أبوالهيل، أن “القسم الآخر من أحزاب تشرين تلاحظ ان القرار ليس بيدها في كل الاحوال، سواء تكلمت أم لم تتكلم، اضافة الى انها تعاني من ضعف القدرة الاعلامية بما يوازي الكتل السياسية القديمة، وعليه لابد من التدافع معها”.

وكانت قوى تشرين من أوائل القوى التي ارتفع صوتها بشأن الانتخابات عقب اغتيال رئيس الحراك المدني في كربلاء ايهاب الوزني في ايار مايو الماضي، واعلنت مقاطعتها للانتخابات، ما ادى الى انقسام حاد فيما بينها، حيث شاركت بعض القوى والمرشحين بالانتخابات فيما امتنعت اخرى عن المشاركة.

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here