بقلم // علي عنبر السعدي 

محطات من أحكام الرعب – حين يستعاد التاريخ 

– على غرار – من قويت شوكته – وجبت طاعته 

– من تقطيع الضحايا ، الى التذويب بالتيزاب .

– المنشار قادم ، ونظامه كذلك .

– لحم ابن المقفع ، ورأس البرمكي ، وذراعا الحلاج – وجثة طفل الوثبة 

من طريف مايروى :أن ثرياً خليجياً ،دخل فندق الميريديان في باريس ،طالباً حجز جناح ، فنظر اليه الموظف الفرنسي ، ولم يعجبه منظره ،فقال له : ليس لدينا أجنحة ..

دمدم الخليجي وخرج غاضباً ، وقبل انقضاء شهر ، رأى ذلك الموظف ، الخليجي نفسه ،وهو يدخل الفندق مصحوباً بالموسيقى والحاشية ، ويقول للموظف :أنت مطرود .

فقد أشترى الفندق بأكمله ،كي يطرد الموظف .

في العراق ،نعود وبقوة للتطبع بحياة الإعراب ، العناد ، المكابرة ، الكراهية المعلنة والمضمرة ، التربص ، التغالب ، الكمون ، وقد انتقلت هذه الصفات الى دوائر الحكم في الديمقراطية ،كما كانت في الدكتاتورية . 

– الحكم الاموي ، وجد من يفتي له لتبرير كل مايفعل : من قويت شوكته وجبت طاعته – و الخليفة لايخطىء وليس معرضا للحساب ، وحده الله من يحاسبه ، وعلى ذلك ، قطعوا رأس الحسين وصحبه ،ورفعوه على الرماح لبلاط الخليفة ،وصلبوا ابن الزبير على ابواب الكعبة ، واستابحوا المدينة لأيام ثلاثة .

– سار العباسيون على نهج الفتاوى ذاتها ، ثم اضافوا اليها، قطع الاطراف والتلذذ بتشويه الضحية – سمعة وجسداً – فقطعوا من جسد ابن المقفع ،وجعلوه يأكل منها ، ثم وضعوا بشار بن برد في زروق ملئ بالقطران واحرقوه ،وقطعوا ايدي وارجل الحلاج .

– وحين جاء العثمانيون ،زادوا عليها بفتاوى ابن تيمية ، واخترعوا الخازوق ،وسيلة قتل ، للمزيد من اذلال المخالف . 

– أما دكتاتورية صدام ،فأضافت جديد : التذويب في أحواض التيزاب ،ومفارم اللحم للضحايا .

– مرّ العراق بغفوة قصيرة من الحرية في القول والتعبير ، يبدو ان الستار قد اسدل عليها ، وسنستيقظ لنجد أنفسنا على نمط حكم ،يتماثل ويقتبس نظام الحكم السعودي .

– أزيح صديق الكاظمي ، بقرار من هيئة رسمية مصادق عليها في مجلس النواب السابق ، وحكومة الكاظمي ـيفترض انها حكومة تصريف أعمال ، لكنها تتصرف كأنها حكومة دائمة – ويزيد ، فاتخذ قرار ، بتهيئة قانونية لازاحة هيئة امناء الشبكة العراقية أو تقليص صلاحيته ،بحيث لايتدخل بمدير الشبكة ، اذاً أمناء على ماذا ؟؟

– مقتدى يطلق كل يوم تعليمات وأوامر للحكومة القادمة ،وكأنه اصبح الحاكم الفعلي للعراق ،مثل محمد سلمان السعودية .

– الجماعات التيى تسنّ اسنانه لاستلام الحكم ،وضعوا مجموعات كبيرة من الضوابط ،أهما ان لاتنتقد مقتدى ولو بإشارة ، والا تشن عليك هجمات ضارية من التسقيط والشتائم ،تمهيداً لتحديد بأية طريقة يتم قتلك ،طريقة ابن المقفع ام طريقة ابن الزبير – لاداعي لهم رفع رأسك على الرماح ، الا اذا طلب مقتدى الاتيان برأسك ،كما طلب هرون الرشيد من مسرور السياف ، الاتيان برأس جعفر البرمكي . 

التاريخ يفترض ان يتقدم ، بتقدم المجتمع الذي يصنعه ،أما عندنا فهو يستعاد في أسوأ فصوله ومحطاته .

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here