“لاعب خارجي” يدعم “تسوية” سياسية لاعتماد النتائج “المُزوَّرة”

كنوز ميديا / تقارير

موجة سخرية عارمة تجتاح مواقع التواصل الاجتماعي في العراق هذه الأيام، بعد إعلان مفوضية الانتخابات المتهمة بـ”تزوير النتائج”، عمّا وصفته بـ”تطابق” العد والفرز اليدوي والإلكتروني في عدد من المحطات، وهو بطبيعة الحال أمر أثار حالة من التندّر بين العراقيين الناقمين على “سرقة أصواتهم.
ونشر مدونون كثر تغريدات شبّهوا فيها الانتخابات البرلمانية التي جرت في العاشر من تشرين الأول الماضي، بالانتخابات الصورية التي كان يجريها نظام صدام المقبور، معللين ذلك بإعلان المفوضية “تطابق” العد والفرز اليدوي والإلكتروني، بنسبة مقاربة لما كان يعلنه النظام البائد قبل عام 2003.
وبين السخرية والغضب، امتزجت مشاعر العراقيين الناقمين على واقعة “التزوير الخطيرة”، التي مهّدت لاتساع رقعة الاحتجاجات لاسيما في بغداد، حيث شهدت مناطق متفرقة من العاصمة أمس الأحد، تظاهرات منددة بواقعة “تزوير الانتخابات”، كما تضمنت مطالب أخرى رفعها المحتجون أمام مدخل المنطقة الخضراء بالقرب من مبنى وزارة التخطيط.
وأعلنت مفوضية الانتخابات، أمس الأحد، الانتهاء من عملية العد والفرز اليدوي في 6 محافظات مطعون في نتائج بعض مراكزها الانتخابية.
وجاء في بيان للمفوضية، أنه “في خامس أيام حسم ملف الطعون، تعلن المفوضية عن إتمام العد والفرز اليدوي لمحطات محافظات أربيل وكركوك وكربلاء والمثنى والقادسية والأنبار، اليوم الأحد ٣١ تشرين الأول ٢٠٢١، وذلك بحضور ممثلي المرشحين الطاعنين والمراقبين الدوليين والإعلاميين المخولين”.
وذكر البيان أيضاً: “وسترفع نتيجة عملية العد والفرز اليدوي لمحطات هذه المحافظات إلى مجلس المفوضين، لاتخاذ التوصية المناسبة بشأنها في ضوء الإجراءات المتبعة”.
وبينما يتصاعد الغليان الشعبي في بلاد ما بين النهرين احتجاجاً على نتائج الانتخابات “المُزوَّرة”، اختارت الولايات المتحدة توقيتاً حساساً لتكشف عن خبايا مخططها “المعد مسبقاً”، حسبما يرى مراقبون للشأن السياسي.
وفي تصريح أدلى به يوم الثلاثاء الماضي، أماط السفير الأمريكي لدى بغداد ماثيو تولر، اللثام عن حجم “المؤامرة الأميركية” في الملف الانتخابي، حيث عبّر تولر عن رغبة بلاده الإسراع في تشكيل الحكومة الجديدة “وفق ما تمخضت عنها نتائج الانتخابات”، التي يرفضها معظم الشعب العراقي.
وقال تولر خلال جلسة حوارية على هامش مؤتمر الشرق الأوسط المنعقد في أربيل، إن “تشكيل الحكومة عملية مهمة وينبغي الأسراع بذلك، ووفق ما تمخضت عنه الانتخابات من نتائج”.
وزعم السفير الأميركي أن “هذه الانتخابات كانت ناجحة من الناحية الفنية والتحضير لها”، واصفا إياها بأنها “أهدأ وأفضل عملية انتخابية جرت في العراق”، على حد تعبيره.
وتعكس تصريحات تولر حجم التدخل الأميركي في الانتخابات، ورغبة واشنطن بإقصاء فئة سياسية طالما كانت نِدّاً قوياً لهذا التدخل. ويعود ذلك بحسب مراقبين، إلى مساعي الإدارة الأميركية الجديدة بتجريد الحشد الشعبي من حاضنته السياسية في البرلمان.
من جانبه يقول المحلل السياسي صباح العكيلي إن “مفوضية الانتخابات تمارس مسرحية لإقناع غالبية الشعب العراقي والناخبين والمرشحين بأن العد والفرز اليدوي متطابق مع الإلكتروني، وهذا لا ينسجم مع الواقع”.
ويضيف العكيلي أن “المفوضية مارست عملية التفاف على إعلان نتائج العد والفرز واستبعاد مراقبين محددين على حساب آخرين”، كاشفاً في الوقت ذاته عن وجود “تسوية أطرافها المفوضية وكتل سياسية ولاعب خارجي، لإبقاء الوضع على ما هو عليه وعدم تغيير النتائج”.
ويؤكد أن “الإرادة الدولية هي الحاكمة على العملية السياسية، وعملية العد والفرز على محطات دون أخرى دليل بأن المفوضية لا تتعامل بمبدأ المساواة”.
وعلى الرغم من الغضب الجماهيري العارم جراء تزوير الانتخابات والتلاعب بنتائجها، إلا أن المعتصمين أثبتوا حتى الآن أنهم على مستوى عالٍ من الانضباط والسلمية، التي أظهرت الجانب المشرق والحضاري للاحتجاج في العراق .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى