كنوز ميديا / تقارير
قلق بالغ يساور اللبنانيين، منذ أن بدأت الولايات المتحدة مشروعًا لبناء سفارة أميركية في لبنان، يُقال إنها ثاني أكبر سفارة أمريكية في المنطقة، بعيدًا عن تغطية وسائل الإعلام المحلية والأجنبية.
وتقع أكبر سفارة أمريكية في العالم والمنطقة داخل العاصمة العراقية بغداد، لكن ما يبدو مشكوكًا فيه بشأن هذا المشروع في لبنان هو حجمه والمبلغ المخصص لعملية بناء هذه السفارة.
وبحسب وثيقة من وزارة الخارجية الأمريكية، فقد تم تخصيص 1.2 مليار دولار للمشروع، وهو ما يعادل ضعف ميزانية السفارة الأمريكية في بغداد، والتي بلغت 600 مليون دولار.
وتبلغ مساحة هذه السفارة 174 ألف متر مربع وهي أصغر قليلاً من مساحة أرض الجامعة الأمريكية في بيروت والتي تبلغ 247 ألف متر مربع. وبحسب ما ورد، فقد تم تخصيص حوالي نصف السفارة للمبنى والباقي لمشاريع أخرى سيتم تطويرها في المستقبل.
وكشفت بعض الصور التي تناقلتها وسائل التواصل الاجتماعي، عن مراحل عملية بناء السفارة الأمريكية في لبنان، التي تظهر حجمها الكبير كإحدى أكبر السفارات في الشرق الأوسط.
وبحسب موقع سبوتنيك، فقد أظهرت الصور المنشورة على منصات “تويتر” و”فيسبوك” المرحلة التي وصلت إليها عملية بناء السفارة الأمريكية في لبنان الواقعة في منطقة عوكر، 13 كم شمال بيروت، والتي ما تزال قيد البناء والتجهيز منذ أكثر من سنتين.
وأشار الموقع إلى أن المعلومات المتداولة توقعت الانتهاء من عمليات البناء في عام 2023، حيث ستكون واحدة من أكبر السفارات الغربية في لبنان والعالم العربي، مبنية على مساحة 43 فدانا (180,6 ألف متر مربع).
وكانت السفيرة الأميركية السابقة في لبنان إليزابيث ريتشارد قد وضعت في العام 2017، حجر الأساس لمجمع السفارة الأميركية الجديدة في بيروت، التي تطل على العاصمة اللبنانية بيروت.
والحال ليس مختلفًا في العراق، إذ ما تزال الآمال معلّقة على تنفيذ قرار مجلس النواب لإخراج القوات الأجنبية من الأراضي العراقية، وهو أمر ترفضه واشنطن، وتعمل أطراف داخلية على تسويفه، لضمان بقاء أميركي طويل الأمد في العراق.
وتعليقًا على ذلك يقول المحلل السياسي مؤيد العلي إن “السفارة الأميركية في العراق، لم تعد مبنى دبلوماسيًا فحسب، بل تحولت إلى ثكنة عسكرية تثير القلق لدى المواطنين، لاسيما أنها تواصل استفزاز الشارع عبر منظومة السيرام التي تثير الفزع بين الحين والآخر”.
ويضيف العلي، أن “تكرار سيناريو مجمع السفارة الأميركية واستنساخه على الأراضي اللبنانية، يؤشر وجود مخططات جديدة تعمل واشنطن على تنفيذها”، لافتًا في الوقت ذاته إلى أن “محور المقاومة سيكون بالمرصاد لأي مخططات وتحركات قد تقوم بها الإدارة الأميركية خلال المرحلة المقبلة”.
ولطالما كانت السفارات الأمريكية حول العالم جزءًا من أدوات المخابرات والتجسس الأمريكية، بالإضافة إلى ذلك، قامت الولايات المتحدة مؤخرًا بتوسيع دور دبلوماسييها بما يتجاوز مهمتهم الأساسية، وتشمل المهام الجديدة لهؤلاء الدبلوماسيين جمع المعلومات من البلدان حول العالم؛ حيث يبدأ موظفو وزارة الخارجية الأمريكية في جمع معلومات مهمة من بطاقات ائتمان وأرقام جوازات السفر وجداول العمل، وغيرها من المعلومات الشخصية لكبار مسؤولي الدولة المعنية عن طريق موظفي سفارتها هناك.
وتظهر برقيات وزارة الخارجية السرية الصادرة عن ويكيليكس أيضًا أن توجيهات وزارة الخارجية والتعليمات إلى الدبلوماسيين والجواسيس الأمريكيين قد تم حذفها منذ عام 2008.
وجادل المسؤولون الأمريكيون بأن الدور الاستخباراتي للدبلوماسيين الأمريكيين يتماشى مع السياسة الخارجية للولايات المتحدة، وهذا ما يفعله الدبلوماسيون الأمريكيون منذ سنوات.
كما شاركت وزارة الخارجية ووكالة المخابرات المركزية (CIA) في تحديث الملفات الشخصية للمسؤولين في جميع أنحاء العالم. وقد أظهرت بعض البرقيات التي أرسلتها وزارة الخارجية إلى دبلوماسييها أن حكومة الولايات المتحدة طلبت منهم تقديم تفاصيل عن شبكات الاتصال التي تعتمد عليها الجيوش ووكالات الأنباء في جميع أنحاء العالم. بالإضافة إلى ذلك، ترسل الولايات المتحدة بانتظام عملاء استخباراتها إلى دول مختلفة على شكل بعثات دبلوماسية.