ثورة “القصمان البيضاء” تفجر ربيعا كرديا ضد “حكم العوائل”

كنوز ميديا / تقارير

لم تتوقف الاحتجاجات الشعبية في إقليم كردستان عند “ثورة القمصان البيضاء” التي نظمها طلبة جامعة السليمانية للمطالبة بصرف المنحة الطلابية، والتي جابهتها حكومة الإقليم بالقمع مستخدمة القتل والاعتقال ضد المحتجين، وإنما باتت تشكل تهديدا مباشرا لحكم العائلتين “البارزانية والطالبانية” تمهيدا لتغيير النهج السياسي.
حيث تحدث مراقبون للشأن السياسي في كردستان عن قرب حلول “الربيع الكردي” الرامي الى تغيير الأوضاع في الإقليم وإنهاء تعسف الحزبين الحاكمين وكشف فسادهما، خصوصا في الحالة التي يرثى لها لمواطني إقليم كردستان بسبب سيطرة الحزبيين الكرديين المتمكنين في السليمانية وأربيل إضافة الى الظروف الصعبة.
ولفت مراقبون، الى أن التظاهرات الحالية، قد وحدت صفوف الشعب الكردي، لتفجير ثورة عارمة في الفترة القادمة تسقط حكم العوائل.
وتوقع عضو حركة التغيير أمين بكر، أن شرارة التغيير في إقليم كردستان العراق لن تنطفئ وسوف تستمر، مبينا أن رغبة الشعب الكردي في الإصلاح والتغيير لن ترهبها أي ممارسات أمنية، مبينا أن هناك شرائح كردية كثيرة تعاني بسبب قلة الخدمات وفرص العمل وارتفاع الأسعار في الإقليم، مؤكدا أن “شرارة التغيير قد اندلعت في الإقليم ولن يطفئها سوى تلبية المطالب العادلة والمشروعة للشعب الكردي.
ولازالت التظاهرات تعم أرجاء مدينة السليمانية ومدن أخرى من إقليم كردستان، بسبب استمرار الفساد المالي والإداري، بعد ثورة شعبية أقامها طلاب جامعة السليمانية للمطالبة بصرف المنحة، وسط استمرار عمليات القمع من قبل الأحزاب الكردية حيث كشف حقوقيون في الاقليم عن اعتقال ما لا يقل عن 300 شاب كردي منذ بداية التظاهرات الطلابية في إقليم كردستان.
وقال الحقوقيون، إنّ لجنة المعلمين المعترضين ذكرت ببيان نشر في بعض وسائل الإعلام المحلية أنّ ما لا يقل عن 300 شاب تم اعتقالهم في مدن إقليم كردستان على خلفية مشاركتهم في تظاهرات الطلبة.
بدوره، أكد المحلل السياسي حيدر البرزنجي، أنه “حتى وإن كان من الصعب وقوع “ربيع كردي” لتغيير واقع الحكم في الوقت الحالي، فأن الثورة المتفجرة في إقليم كردستان ضد نظام الحكم تمهد لربيع حقيقي خلال السنوات اللاحقة يكون كفيلا بانتزاع الحكم من العائلتين الطالبانية والبارزانية”.
وقال البرزنجي، في تصريح إن “السلطات في إقليم كردستان مدعومة دوليا وإقليميا وهو أمر لا يسمح بالمساس في المشهد السياسي هناك”، مشيرا الى أن “هناك تخادما كبيرا بين الأحزاب الكردية الحاكمة وبين جهات دولية ودول أجنبية استكبارية، وأن التغيير السياسي لا يخدم مصلحة تلك الدول”.
وأضاف، أن “المراحل المقبلة، ربما تكون هي الأنسب لتغيير نظام الحكم، خصوصا أن وتيرة الاحتجاج تزداد غليانا من سنة الى أخرى”.
وأشار الى أن “الصراعات السياسية القائمة على المستوى الداخلي بين الحزبين الكرديين كفيلة بتفكيك التحالف السياسي القائم في كردستان، وأن اشتداد تلك الصراعات يضعف سطوة الأحزاب ويفكك قوتها”.
وبين، أن “التظاهرات القائمة لم تكن وليدة اللحظة، وإنما مرت بمراحل عدة حتى وصلت الى ماهي عليه وستكون أقوى في قادم الأيام”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى