كنوز ميديا / تقارير

بعد الإعلان الذي لاقى موجة عارمة من السخرية والتشكيك، حول نتائج التحقيقات في “مسرحية” استهداف منزل رئيس حكومة تصريف الأعمال مصطفى الكاظمي، طرحت المقاومة الإسلامية كتائب حزب الله، جملة تساؤلات بشأن مخرجات المؤتمر، فيما أكدت استعدادها للمشاركة بالتحقيق.
وعن ذلك قال المسؤول الأمني للكتائب أبو علي العسكري، في بيان إن “الأعم الأغلب من القادة الأمنيين والسياسيين؛ بل حتى سفراء الدول الكبرى في بغداد يعلمون أن ما تسمى عملية استهداف منزل (رئيس الوزراء ) عارية عن الصحة، وأن الكاظميّ لم يكن موجودا في الدار حين حدوث الانفجار المفبرك، ومن الأحرى بهم أن يُثبِتوا أولاً وجوده فيه ليُكملوا بقية القصة”.
وطلب العسكري “إثبات وجود (المُستهدَف) في المنزل ساعة حدوث الانفجار المفبرك عن طريق كاميرات المنزل الداخلية، وعرض عشر ثوانٍ إضافية فقط قبل الانفجار بنفس الكاميرات التي عرضته من الخارج، بالإضافة الى ست كاميرات من الداخل لمشاهدة لحظة سقوط الصاروخ أو الصاروخين داخل المنزل”.
وأعلن رئيس لجنة التحقيق قاسم الاعرجي أن المادة المستعملة بالانفجار هي الـ “c-4”، بيد أن كل التقنيين يعلمون أن هذه المادة لا تستعمل في هذا النوع من الصواريخ قطعاً، حسبما يقول العسكري، الذي أكد أن الجندي الذي ظهر يطلق النار إلى الأعلى لم يكن يطلق النار على طائرة مسيرة؛ بل كان يمارس طقوس الرمي بالمناسبات وحين الشعور بالخوف.
وأورد العسكري تساؤلات عدّة منها: “أين شهادات السكان المجاورين للمنزل “وهم ثقة”؟. وأين صور رادارات الطائرات الأمريكية التي كانت موجودة ترصد فوق الخضراء لحظة الانفجار؟. وأين جرحى عمال الخدمة، والمرافقين، ومستشاري مُدّعي الاستهداف؟ وأين رقد الجرحى ومن هم؟ وأين بقايا شظايا الصاروخ المزعوم ؟ وأين صورة جرح المجني عليه، لنبكي على ما أصاب قائدنا الهمام الشهيد الحي؟”.
وقدم مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي مساء الاثنين، عرضًا عن “استهداف” منزل الكاظمي، وقال إنه “تم إرسال فريقين من مكافحة المتفجرات والأدلة الجنائية إلى مسرح الجريمة وتم أخذ المبارز الجرمية”، مستدركًا بالقول: “فوجئنا بقيام مفرزتين تابعتين لمكافحة المتفجرات والأدلة الجنائية بتفجير المقذوف دون رفع البصمات”.
وذكر الأعرجي كذلك: “ثبت لدى لجنة التحقيق أن الهجوم على منزل رئيس الوزراء تم بطائرتين مسيرتين”، وهو ما يخالف الرواية الرسمية السابقة بوجود ثلاث طائرات نفذت الهجوم.
وجوبه حديث لجنة التحقيق بتشكيك من قبل المراقبين للشأن السياسي، الذين عبّروا بدورهم عن قلقهم من محاولات “طمس الحقائق”.
وفي هذا السياق طالب المسؤول الأمني لكتائب حزب الله، الأعرجيّ، بإطلاق سراح الضباط المكلفين بالتحقيق؛ ليتحدثوا علناً عما توصلوا إليه من حقائق عن “مسرح المسرحية (ليكشفوا المكشوف)”، محذرًا من “المساس بحياتهم، أو إلحاق الضرر البالغ بهم، وينبغي على الإخوة الضباط في الأجهزة الأمنية التحرك لمعرفة مصير أقرانهم”.
واتفق الحاج الأمين العام للكتائب وبحضور قادة الإطار التنسيقي ووجود القاضي فائق زيدان والرئيس برهم صالح والكاظمي، على أن تشارك المقاومة بالتحقيق الفني، “وقد تم التنصّل من الاتفاق بعد ذلك، ونؤكد اليوم أن الكتائب ما تزال مستعدة للاشتراك في اللجنة بإشراف الاعرجي”، وفقًا للعسكري.
وتبدو العلاقة بين نتائج الانتخابات و”مسرحية” استهداف رئيس حكومة تصريف الأعمال مصطفى الكاظمي طرديّة، فكلّما قدمت الأطراف المعترضة “أدلة” على “التزوير”، يتعرض الرأي العام العراقي إلى عصف ذهني بشأن واقعة الاغتيال “المفبركة” حسبما يرى مراقبون.
من جانبه يقول المحلل السياسي صباح العكيلي إن “التساؤلات التي طرحتها كتائب حزب الله واقعية، ويتداولها العراقيون منذ اليوم الأول للإعلان عن مسرحية الاغتيال”، مشيرًا إلى أن “آلية وإجراءات إعلان الحادثة وما تلاها من إعلانات متتالية للتحقيقات تثير الريبة”.
ويؤكد العكيلي “ضرورة مشاركة المقاومة الإسلامية في التحقيقات الخاصة بهذه الحادثة، التي يحوم حولها الكثير من الشكوك”، معتبرًا أن “ذلك سوف يساهم في كشف الحقائق أمام الرأي العام”.
وأجرى العراق في العاشر من تشرين الماضي، انتخابات برلمانية “مبكرة”، كانت نتائجها صادمة للجميع، بسبب “التزوير وسرقة أصوات المرشحين الذين ينتمون إلى طيف سياسي محدد”.
وضجَّ الشارع العراقي وانتفض بتظاهرات غاضبة طالب المشاركون فيها بإعادة العد والفرز اليدوي لجميع المحطات، بيد أن مفوضية الانتخابات تجاهلت المطالب وأصرت على موقفها، وهو أمر بطبيعة الحال أدى لتحول التظاهرات إلى اعتصام مفتوح أمام بوابة المنطقة الخضراء.

وعلى حين غرّة فوجئت جموع المتظاهرين الذين مضى على اعتصامهم المفتوح ما يقارب الثلاثة أسابيع، بتصعيد خطير تمثّل بحرق خيمهم وضربهم واستخدام العيارات النارية الحية في مواجهة العزل، الأمر الذي خلّف شهداء وجرحى.
وبعد مضي ساعات على استهداف المعتصمين العزّل وتصفيتهم بـ”رصاصات غادرة”، أعلن مكتب رئيس الوزراء عن تعرض الكاظمي إلى “محاولة اغتيال” بواسطة طائرة مسيرة استهدفت منزله في المنطقة الخضراء.
اختلاف الروايات بشأن هذه الحادثة جعلها موضع تشكيك منذ البداية، لاسيما أنها جاءت بعد ساعات من استهداف المعتصمين على بوابة المنطقة الخضراء، حيث يرى مراقبون أنها كانت تهدف للتغطية على عملية القتل الجماعي التي طالت المعتصمين في قلب العاصمة بغداد.

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here