الصحافية الاستقصائية في العراق لازالت تعاني من الاستفزاز في مداخل المدن والمؤسسات

كنوز ميديا / تقارير

تتجدّد الدعوات في العراق الى حماية الصحفيين لاسيما الاستقصائيين، بعدما كثرت حالات عرقلة مهماتهم، وازدحمت المدن بالسيطرات الأمنية التي تعوق حركة الإعلامي العراقي، وتحول دون وصوله الى مكان الحدث في الوقت المناسب.

ويقول صحافيون عراقيون ، انه وعلى الرغم من الاستقرار الأمني، الا إن من الصعوبة، تأكيد سلامة الإعلاميين العاملين في العراق في الظروف الحالية بنسبة 100% ، لكن المخاطر أصبحت أقل مقارنة بالسنوات الماضية.

ويتحدث الصحافيون عن سوء فهم لدورهم من قبل بعض افراد الامن ونقاط التفتيش في الشوارع والمؤسسات الخاصة والحكومية، اذ ترفض الكثير من الجهات ذات العلاقة التنسيق معهم.

وقال صحافي فضّل عدم الكشف عن اسمه، إن بعض المسؤولين يتصور إن الصحافي يتجسس على المعلومات، وطريقة العمل والأداء.

ويشكو صحافيون من عدم السماح لهم بالعبور من السيطرات الامنية المرابطة خلال جائحة كورونا ايضا، على الرغم من منحهم استثناءات.

وفي الكثير من الحالات، فان افراد السيطرات الأمنية في الشوارع وعلى أبواب المؤسسات، يعتبرون الإعلامي ندا لهم.

ويقول رئيس اتحاد الاذاعات والتلفزيونات العراقية، السيد حميد الحسيني، إن بعض السيطرات الأمنية تميّز ما بين الإعلامي والمنتسب الذي يمر بسهولة من قبل تلك السيطرات على عكس الإعلامي.

وقال في حديث لفضائية العهد اننا تواصلنا مع القيادات الأمنية التي ابلغتنا بوجود استثناءات لحرية تنقل الإعلاميين وعدم منعهم من مزاولة عملهم.

وكشف صحافي عراقي في بغداد عن انه اختبر سيطرات امنية في  شارع فلسطين وعند ملعب الشعب، ونقاط تفتيش

المنصورة، والكرادة، وعلى طريق حلة-بغداد، ليجد إن هناك لا أبالية في تسهيل عمل الصحافة الاستقصائية.

وتابع: الكثير من السيطرات الأمنية تضم منتسبين امنيين ليس لديهم افق تعليمي وثقافي لإدراك أهمية دور الاعلام في رصد الحدث وتحليله وتفكيكه.

ودعت نقابة الصحفيين العراقيين في وقت سابق إلى تأسيس “مجموعة أمن وسلامة الإعلام العراقي”.

وفي حين تتعاطف الحكومة العراقية مع أوضاع الصحفيين، فان نقابة الصحافيين في العراق، ربما تكون الوحيدة المدافعة

عن دورهم، وقد لعبت دورا حاسما في افهام الجهات المختلفة بأهمية عمل الصحافة، في كشف الحقائق، فضلا عن التعريف بمؤسسات الدولة نفسها.

ولا ينفصل أمن الصحفي العراقي عن أمن المواطنين ، لان الجميع في قارب واحد.

ونجح نقيب الصحفيين العراقيين رئيس اتحاد الصحفيين العرب مؤيد اللامي، في إرساء آليات عمل مع الجهات الامنية تكللت بتفهم لدور الصحافة فضلا عن حماية الصحفيين.

وانتج ذلك، انخفاضا كثيرا في مستويات التعامل السلبي بين الصحافيين، ونضجا اكثر في التعامل معهم، منذ اعلن اللامي قبل سنوات تحريك دعاوى قضائية أمام المحاكم الدولية ضد من يضيقون على العمل الصحفي، معترفا وقتها بأن “هناك تقييداً للحريات في عدد من مناطق العراق وثقلاً جديداً يفرض على الصحفيين”.

وقال الصحافي محمد باسم إن الوضع الان مختلف بسبب تلك الجهود، لكن نحتاج الى المزيد من التعامل الحضاري مع الإعلاميين.

ومنذ مايو 2020 إلى مايو 2021 سجل العراق 268 انتهاكا ضد الصحفيين، بحسب دراسة أعدتها جمعية الدفاع عن حرية الصحافة.

وفي خطوة إيجابية، انتفت الحاجة الى كتب رسمية تحت عنوان “تسهيل مهمة”،  التي كانت توجه الى السيطرات الأمنية والتشكيلات التابعة لها ، لكن هناك الى الحاجة للمزيد في منح الفرصة كاملة امام الإعلامي لتسهيل مهمته في الوصول الى الحدث.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى