كنوز ميديا / تقارير
تصاعدَتْ بوتيرة جنونية أسعار المواد الغذائية الأساسية في اليومين الماضيين في الأسواق المحلية، ما أدى إلى تذمر واسع بين المواطنين وخصوصاً بين الطبقات والشرائح الفقيرة التي تزايدت أعدادها خلال السنتين الماضيتين، ولم يكبح جماح الأسعار وعيد البرلمان ووعود وزارة التجارة بتوفير مفردات البطاقة التموينية، وسط خيبة أمل وشكوك بمدى تأثير تلك الوعود وذلك الوعيد.
وعقب اجتماع برلماني حكومي مشترك أمس الاثنين، قال النائب الأول لرئيس البرلمان حاكم الزاملي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير التجارة: “لدينا اطمئنان بتوفير حصتين من المواد الغذائية قبل شهر رمضان”، مؤكداً أن “التجارة أكدت توزيع مفردات البطاقة التموينية شهرياً”.
وأضاف أن “وزارة المالية تعهدت بزيادة تخصيصات وزارة التجارة، بينما ستتم محاسبة التجار المتلاعبين بالأسعار”، لافتاً إلى أن “التلاعب بقوت المواطن استهداف للبلد”، مشيراً إلى أن “الوزارة ستبدأ بتجهيز مفردات البطاقة التموينية ابتداءً من اليوم الثلاثاء”، موضحاً أنه “سيشرف شخصياً على مراقبة السوق”، وأكد أن “قانون دعم الطبقات الفقيرة سيشرعه البرلمان. بينما، قال وزير التجارة خلال المؤتمر: إن “المباشرة بتوزيع مفردات البطاقة التموينية ستبدأ (اليوم الثلاثاء)”، لافتاً إلى أنه “لا داعي لعملية الشراء الكبيرة”. وأوضح، أن “قوت المواطن خط أحمر، وعملية رفع الأسعار مصطنعة”، متعهداً بـ”توفير حصتين من مفردات التموينية قبل رمضان”، وحضر الاجتماع، رئيس جهاز الأمن الوطني ومدير الأمن الاقتصادي.
من جانبه، قالَ عضو مجلس النواب عارف الحمامي في تصريح إن “الاجتماعات كثيرة ولكن النتائج قليلة ولن يكون لها دور في خفض الأسعار، لأن الأسعار ارتفعت بسبب ارتفاع الدولار، وهي نقطة رئيسة، والآن جاءت الأزمة العالمية وإن المواطنين بدؤوا التفكير بالخزين الغذائي”.
وأضاف، أنه “لن يتم خفض الأسعار إلا عن طريق التنافس في السوق وهو الحل الأمثل مع خفض سعر صرف الدولار وفتح الحدود، صحيح أن هناك أزمة عالمية ولكن هناك مواد غذائية غير مسؤولة عن انتاجها روسيا وأوكرانيا ولكن ارتفاع الدولار كان سبباً رئيساً لارتفاع الأسعار”.
وأكد أن “الذي يريد المعالجة يجب عليه أن يعالج الأزمة من أساسها حيث أن أسعار النفط اليوم مرتفعة ويمكن تخفيض سعر الدولار الذي ارتفع بقرار حكومي وبرلماني ولكن هناك من لا يريد خفض الدولار”. في غضون ذلك، أكد مدير عام الشركة العامة لتصنيع الحبوب أثير داود سلمان، عدم وجود أزمة في خزين الحبوب واستمرار تجهيز الطحين، فيما عزا سبب ارتفاع الأسعار “للمضاربات التجارية”.
إلى ذلك، انطلقت في محافظة المثنى، أمس الاثنين، تظاهرة احتجاجية تعد الأولى على الارتفاع في الأسعار الذي تسجله الأسواق المحلية في عموم البلاد منذ يومين.
في السياق، أجرت فرق تابعة للمديرية العامة لمكافحة الجريمة المنظمة جولة أمنية في سوق جميلة بالعاصمة بغداد، من أجل محاسبة المتسببين بارتفاع أسعار المواد الغذائية.
كما أفادت شركات لزيوت الطعام في مدينة الموصل مركز محافظة نينوى، بأن مخازن المدينة خلت من مادة زيت الطعام نتيجة قيام تجار و”ضعاف نفوس” بشراء المادة واحتكارها بغية رفع أسعارها خلال الأيام المقبلة.