كنوز ميديا / تقارير/ متابعات
عاصفة انشقاقات تضرب المكونات التشرينية منذ فترة بعد سلسلة فضائح تكشفت خلالها تبعية معظم قياداتها لجهات حزبية وحكومية واستثمارية.
حزب البيت الوطني التشريني، افتضحت أوراقه أخيرا، وأعلن التشرينيون تجميد أمينه العام حسين الغرابي، واحالة اخرين للتحقيق بعد كشف ارتباطهم بمستشاري رئيس الوزراء مشرق عباس وكاظم السهلاني، ووقوفهم وراء تنصيب محافظ ذي قار محمد الغزي مقابل عقود ومقاولات، ومحاولتهم تكرار التجربة ذاتها في النجف، واستثمار أنشطتهم بعمليات ابتزاز لبعض الاحزاب.
حركة امتداد التشرينية لم تصمد طويلا بعد صعود قادتها للبرلمان إذ انقلبت على الثوار وكشفت قناع تبعيتها “الصدرية”. فأعادت انتخاب الحلبوسي وانضمت تحت عباءة التحالف الثلاثي، وخرج أمينها العام علاء الركابي مهددا الناشطين بمقاضاتهم عشائريا وقانونيا، وبدلا من ادانة اعتداء حماية نائبة صدرية على الناشط ضرغام ماجد ورفاقه، أدانت امتداد الناشطين وبررت للاحزاب حق سحق رؤوس الثوار.. مما حذا بثوار تشرين الاعلان عن براءتهم من امتداد والركابي، ولم يعد امتداد سوى اسم لمكاتب 6 برلمانيين.
حركة 25 تشرين هي الاخرى تابعة للتيار الصدري وحاول تمويهها بتغيير اسمها الى (الحزب الليبرالي) وتسليمها لعناصر من الحزب الشيوعي، فانفض من حولها التشرينيون بعد انكشاف هويتها.. والحال نفسه مع (جبهة تشرين) التي يقودها صبري العگيلي وواثق الساعدي ومحمد النعيمي واخرون، وتتخذ صفة علمانية. فيما تحولت حركات تشرينية أخرى مثل التيار الاجتماعي الديمقراطي، وتيار المد العراقي، وحركة نازل آخذ حقي، وجميعها للمدنيين والعلمانيبن الى مجرد واجهات منظمات مجتمع مدني، لا نفوذ لها اطلاقا في الشارع، وتستغل اسم تشرين لتعتاش من ظهرها.
جميع الحركات الانفة الذكر تمول من أحزاب، وجهات حكومية، وسياسيين “سنة”، ومستثمرين اكراد من جناح بارزاني، بعد ان كانت الاموال الخليجية في 2019م مصدرا رئيسيا للتمويل، ثم شركات بريطانية تعمل جنوب العراق، وشركة كار الكردية، وجهات امريكية تدير التعبئة والتوجيه للخطاب والمسار الاحتجاجي، كانت تتخذ من فندق بابل مقرا لها، ثم انتقلت بداية 2020 الى أربيل.
اما التنظيمات التشرينية الميدانية التي يتصدرها اليوم ضرغام ماجد واحمد الوشاح وغيرهما من الاسماء ,فهي المنسلخة عن كل ماسبق، وبدات مؤخرا بإعادة تجميع صفوفها واستقطاب التشرينيين الخارجين من بقية الحركات. وتفيد المعلومات أن هذه المجاميع عقدت خلال الاسبوعين الماضيين عدة اجتماعات ووضعت خطط لإعادة احياء حراكها الثوري، استعدادا للانطلاق بعد رمضان بـــ(ثورة تصحيحية) ضد من تسميهم أحزاب السلطة والتي تعتقد انهم نجحوا باختراق ثورة تشرين وافسادها واعادة خطف الوطن.. وهذه المرة سيتخذ الحراك الثوري مسارا مختلفا وخطيرا .
المصدر / وكاﻻت