بقلم // ضياء محسن الأسدي
من المسؤول عن هذه الضحايا التي تذ هب من جراء إصابتها بالحمى النزفية وهذه الأعداد الكبيرة والمتزايدة التي نفتقدها من أبنائنا منذ شهور وما زلنا نتخبط بالحلول في السيطرة على هذا الفايروس المميت والمخيف وهو يعصف بالأرواح البشرية والحيوانية فالآن وبعد فوات الأوان تقف الحكومة عاجزة عن احتواء الأزمة بإمكانيتها الضعيفة والحلول التوقيعية ببرامجها الصحية على ضوء دعمها اللوجستي الطبي الضعيف الداعم للمؤسسات الصحية حيث إن المؤسسات أكثرها خرجت عن الخدمة بكل مفاصلها إلا بخطوات خجولة هنا وهناك لم تسهم في السيطرة والحد من انتشار الفايروس وهي الآن ترمي الكرة في ملعب المواطن والاعتماد على ثقافته الصحية وخوفه فقد حملت المواطن المسؤولية والحل في استيعاب هذا المرض علما أن الدولة ومؤسساتها تتحمل العبء الأكبر عندما تركت الحبل على الغارب من خلال الجزر والذبح العشوائي في الشوارع والأزقة بدون رقيب وبعيد عن عين الحكومة وترك المدن مرتعا لرعي المواشي والحيوانات السائبة وخصوصا في المناطق الشعبية الفقيرة .
ان أضعاف دور المؤسسات الرقابية الصحية بإبعاد الحصانة عنها والرقابة الجادة وتركها وحدها تصطدم مع المواطن ورفع يدها عن المراقبة للمطاعم وأماكن الذبح والمجازر الحكومية والأهلية بعدما أصبحت ظاهرة معلنة أمام أنظار الناس والحكومة مسؤولة عن تفاقم الأزمة والوضع المتأزم وساهمت في زيادة معاناة المواطن وأضافتها إلى مشاكله الماضية ودائما كما عودتنا الحكومة ومؤسساتها الصحية في تغييب القوانين الرادعة والمتابعة الجادة للحد من الظواهر المجتمعية السلبية والأخطاء التي تودي بحياة المواطن إلا بعد فوات الأوان حينها تبدأ بالحلول القصيرة الأمد والمرتجلة في بعض الأحيان لتدارك الموقف وتقليل الخطر على المواطن .
فإن كل الحلول البسيطة الآن بعد انتشار الكارثة لا تلبي الطموح بالرغم من الإجراءات البسيطة لمؤسسات الدولة والمؤسسات المجتمعية والمراقبة الخجولة الحذرة المحاطة بتأثير غياب الوعي الصحي والثقافي لدى المواطن وإذا لم تباشر الدولة جادة وبوتيرة أعلى بالحلول الناجعة فالعراق مقبل على كوارث صحية جديدة نتيجة الجفاء بين الدولة والمواطن وتركه وحده يعاني من مشاكله فالجديد القادم لا قدر الله أسوأ بكثير فهذه الكلاب السائبة في الشوارع والقوارض والقطط بشكل لافت للنظر وتربية الحيوانات الأليفة وغير الأليفة في البيوت وفقدان البرامج التثقيفية للمواطن عبر المنافذ الإعلامية الصحية فأنها تُنذر بعواقب وخيمة إذا لم تتدبر الحكومة أمرها في القضاء عليها قبل تفشي الأمراض فالمواطن يُنادي وآذان الحكومة صماء تجاهه وهذا ما يخشاه المواطن في المستقبل القريب )) .