بقلم/ إياد الإمارة
لا يختلف أي عاقل على أن أي خصومة بين الأطراف العراقية الداخلية لن تعود بثمرة نافعة على العراقين خصوصاً تلك الأطراف التي ترتبط بعضها مع البعض الآخر بالكثير من الأواصر القوية..
أقول ذلك ولستُ من الداعين إلى وحدة “مثالية” بين الأطراف المعنية إذ الإختلاف أمر طبيعي للغاية وقد يكون مطلوباً للغاية والإختلاف سمة من سمات الشعوب والحركات الحية.
إنشغالنا الحقيقي يجب أن يكون بهموم شعبنا وضرورة تحقيق أماله وطموحاته..
وإنشغالنا الحقيقي بتشخيص العدو “الحقيقي” الذي يتربص بنا الشر منذ ما قبل (٢٠٠٣) وإلى يومنا هذا، وعدونا الحقيقي هو الصهيونية التخريبية وأمريكا المستبدة وإذنابهما في المنطقة.
لقد كتبتُ مطلع هذا الشهر مقالاً نوهت فيه إلى أن تبعات تداعيات الوضع داخل الكيان الصهيوني وفشل قمة جدة سيدفعها “العراقيون” رغماً عنهم..
فالصهيونية وهي تحاول إشغال داخلها وخارجها بمعارك بعيدة عنها، وقمة جدة يجب أن تحمل فشلها لطرف ما، وليس أمام هؤلاء وهؤلاء سوى محور المقاومة عدواً لدوداً تقليدياً والخاصرة الرخوة في هذا المحور هو العراق.
وقد طالبتُ في حينها بالإستعداد للمواجهة.
ويبدو أن الأمر قد تحقق فعلاً وبسهولة لم أكن -شخصياً- أتوقعها..
إذ تُشغلنا معارك -هي أساساً ليست معارك- عن قضايانا الأساسية وسوف يأتي يوم ليس ببعيد وقد أُحيط بنا من كل جانب ونحن في غفلة تامة.
علينا أن نضع بوصلة معركتنا الحقيقية بالإتجاه الصحيح..
الإرهاب الوهابي التكفيري ومَن يدفع به من صهاينة أمريكان هو العدو الأول الذي يجب علينا أن نواجهه بقوة وعلى الدوام.
الفساد والتراجع والاستأثار بالفيء وأمراض النفس الخبيثة هو العدو الثاني الذي يجب علينا أن نواجهه بقوة وعلى الدوام.