كنوز ميديا / تقارير
تستمر تركيا في سياسة غض البصر عن المأساة التي حلت في الأنهار العراقية والأراضي والاهوار نتيجة؛ تقليل الاطلاقات المائية للعراق منذ عدة أعوام، الى ان وصل الامر الى مرحلة الجفاف و”الموت البطيء للعديد من الاراضي والاحياء البشرية، أبرزها جفاف الاهوار بالرغم من تواجدها على لائحة التراث العالمي.
تزامنت إجراءات تركيا التعسفية بملف المياه مع لا مبالاة الحكومة السابقة التي لم تتحرك للمطالبة بحصص العرق المائية عبر العديد من الطرق الدبلوماسية او القانونية والدولية، فضلا عن اوراق الضغط العديدة التي يمتلكها العراق ضد تركيا، وأبرزها الورقة الاقتصادية التي ستجبر تركيا على تعزيز الحصص المائية بأضعاف ما يتم اطلاقه حاليا.
*قطع متعمد من قبل تركيا
وبالحديث عن تعطيش العراق والتسبب في ازمة الجفاف التي ضرب البلد يدعو عضو لجنة الزراعة والمياه والاهوار رفيق الصالحي في حديث له “الحكومة العراقية الى إقامة دعوى بالمحاكم الدولية بحق تركيا من اجل إطلاق حصص العراق المائية، في حال لم تجح المفاوضات والأعراف الدبلوماسية التي تجري الان”، مشيرا الى ان “هنالك اتفاقات دولية تؤكد على حصص العراق المائية التي يجب ان تلتزم بها تركيا”.
وتابع عضو اللجنة النيابية: ان “لجنة المياه والاهوار والمياه اشرت وبشكل واضح تأثير ازمة شحة المياه على الزراعة بالعراق بعد الجولة الميدانية التي تمت قبل عدة أيام في محافظات عديدة”، لافتا الى ان “السدود تستمر تركيا في انشاءها مقصودة لقطع المياه على العراق”.
وكان رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، قد غادر، اليوم الثلاثاء، العراق متوجهاً الى تركيا على راس وفد رسمي بعد دعوة الرئيس التركي رجب اردوغان، والتي من المقرر مناقشة ملف المياه الذي سبب أزمة كبيرة للشعب العراقي.
*تحرك السوداني
من جانبها تكشف عضو مجلس النواب، سهيلة السلطاني، أبرز الملفات التي سيناقشها رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، خلال زيارته الى تركيا، فيما أكدت أن ملفي الاعتداءات التركية والمياه سيكونان حاضرين على طاولة السوداني واردوغان.
وتقول السلطاني في حديث له، إن “زيارة رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني الى تركيا جاءت لتلبية دعوة رسمية من الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، قبل شهر تقريباً، عن طريق السفير العراقي في انقرة”.
وتضيف، ان “الملفات التي ستكون حاضرة على طاولة الزيارة عديدة اهمها العلاقات العراقية – التركية في الجانب الاقتصادي، والقناة الجافة، بالاضافة الى ملف المياه، وكذلك الاعتداءات التركية في شمال العراق”.
*ترجيح نجاح المفاوضات
الى ذلك يقول المتحدث الرسمي باسم وزارة الموارد المائية خالد شمال في حديث له إن “السوداني تدخل بشكل مباشر في ملف حصص العراق المائية مع تركيا وحوله من ملف دبلوماسي ووطني الى سيادي”، مشيرا الى ان “هدف الزيارة الرئيس هو التفاوض مع الجانب التركي حول تحريك المياه الراكدة للعراق في هذه الفترة”.
ويتابع، انه “نتوقع على الأقل قبول تركيا بزيادة الاطلاقات المائية لهذه الفترة بنسبة معقولة تحقق الحد الأدنى من استحقاق العراق من المياه مع انقرة”، لافتا الى ان “الحل يكمن في تعزيز الاطلاقات السريعة من الجانب التركي بعد الازمة التي ضربت نهري دجلة والفرات في هذه الفترة”.
وبشأن مفاوضات ملف المياه مع تركيا، بين المتحدث الرسمي للوزارة: انه “نرجح موافقة انقرة على إطلاق الحصص المائية للعراق في هذه الفترة بعد زيارة الوفد العراقي الذي ضم العديد من الجهات الحكومية”.
وفي ظل خطورة ازمة المياه على العراق وبالتزامن مع قدوم موسم الصيف، تسعى اطراف عديدة في الحكومة الحالية الى إيجاد طرق لتحرير حصص البلد المائية من السدود التي شيدتها تركيا على انهار العراق، فهل سينجح السوداني بتعزيز حصص العراق المائية ام ان تركيا لن تغير نهجها في محاربة العرق عبر ملف المياه.