كنوز ميديا / تقارير
يوم بعد آخر، يثبت رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي للشعب العراقي، استخفافه بقوتهم ومصالحهم وأرزاقهم، المتوقفة على اقرار الموازنة العامة، وذلك عبر اهماله وعدم ادراج قانون الموازنة في جدول أعمال الجلسات السابقة، الذي انشغل بتمرير قانون الانتخابات وضمان المصلحة الحزبية والسياسية، في حين ركن قانون الموازنة جانباً، وذهب بعطلة لمدة اسبوعين بالتزامن مع وصول الموازنة الى مجلس النواب .
وتتوقف حياة الملايين من الشعب العراقي على قانون الموازنة، لأنه بموجبه تطلق الدرجات الوظيفية والمفسوخة عقودهم والرواتب الأخرى، ناهيك عن القرارات الحكومية الأخرى التي تنتظر اقرار القانون، وهذا الأمر ليس بجديد على مجلس النواب، كونه مع نهاية كل عام ومع قرب اقرار الموازنة، يختلق ويفتعل أزمة جديدة لشغل القوى السياسية والرأي العام، ويبعد الأنظار عن القوانين التي تخدم المواطن العراقي.
لكن هذه المرة عرّاب هذا التعطيل وأساسه هو رأس هرم السلطة التشريعية الذي تحجج للذهاب بإجازة وتنصل عن مسؤوليته في اتمام الموازنة العامة.
وفي الاثناء، كشف رئيس تحالف بيارق الخير محمد عثمان الخالدي، عن 3 أسباب وراء إجازة رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي المفاجئة، موضحا، ان “أبرز هذه الأسباب هي الخلافات مع ائتلاف ادارة الدولة بالإضافة الى خلافات معقدة ومحتدمة داخل تحالف السيادة على نحو بات يشكل ضغطاً حقيقياً على ديمومة هذا التحالف في الفترة المقبلة”.
المحلل السياسي كامل الكناني، وفي تصريح له أكد، ان “الواجب الوطني والمسؤولية الاخلاقية تحتم على النواب ورئيس البرلمان ضرورة الحرص على التواجد والاستمرار بالدوام، لحين اقرار الموازنة كونه أهم قانون بالنسبة للمواطن العراقي ويمس حياته بشكل مباشر”.
وأشار الى انه “من حق أي موظف في الدولة أخذ اجازة لكن توقيت اجازة الحلبوسي يثير تساؤلات عدة واستفهامات، ومنها تؤكد مخاوفه من تشظي كتلته في حال عدم تمرير عدد من فقرات الموازنة، وكذلك الصراع الداخلي الذي يعيشه الحلبوسي من خلافات بين قادة تحالف سيادة والمشاكل أيضا مع القوى المدنية والتشرينية”، مبينا ان “اتساع دائرة الاعتراض على الحلبوسي واحدة من أسباب اجازته”.
وأكمل الكناني، ان “الموازنة العامة ممكن ان تنجز بسياقاتها الطبيعية وذلك عبر اكمال اللجان المناقشات والتعديلات وان ينوب عن الحلبوسي نائب من هيأة الرئاسة ويتم تمرير القانون عبر التصويت”، مشيرا الى ان “العراق والبرلمان أكبر من شخص الحلبوسي أو أي شخص آخر والمؤسسات لا تقف على غياب شخص”، منوها الى ان “هذا الغياب يعد اشارة سلبية وتنصلاً عن مسؤولية وطنية في حين لا يعد تعطيلا كاملا لإقرار القانون”.
وفي وقت سابق، منح رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي نفسه، اجازة اسبوعين بشكل مفاجئ ولأسباب لم يعلن عنها رسميا.
وقال بيان لمجلس النواب إنه “بناءً على أمر نيابي صادر عنه، رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي يمنح نفسه إجازة اعتيادية لمدة 15 يوما اعتباراً من 3 نيسان، مضيفاً ان “الحلبوسي خوّل النائب الأول بإدارة جلسات المجلس”.
يشار الى انه ليست هذه المرة الاولى التي يعطل فيها البرلمان اقرار قانون الموازنة، وانما عطل ايضا بعد الانشغال بتعديل قانون الانتخابات وجدليته بين القوى السياسية، ليدخل البلد في زوبعة أزمة جديدة وتأخير في سد احتياجات المواطنين، ووضع العصا بعجلة الاعمار وتقديم الخدمات.
ويخلو جدول أعمال جلسة مجلس النواب اليوم الأحد من قانون الموازنة العامة وتضمن ثلاث فقرات فقط هي التصويت على قانون واحد، وقراءة قانون آخر مع مناقشة تقرير.

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here