كنوز ميديا / تقارير
منذ خروجه من كرسي السلطة، لم يؤمن رئيس مجلس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي الى يومنا هذا، بعملية تداولها السلمي أسوة بالرؤساء الذين سبقوه، بدليل محاولاته التي وصفت بـ”العبثية” لغرض العودة الى “الكرسي” من جديد أو الحصول على منصب في الحكومة الحالية، يضمد جراح تغييره كرئيس للوزراء، وكذلك إجراءات الحكومة الحالية والجهات الرقابية الرامية الى ملاحقته ومستشاريه، على خلفية الفساد الكبير الذي حلَّ بالعراق خلال فترة توليه السلطة، ومن أبرزها “سرقة القرن” التي من خلالها تلطخت أيادي حكومة الكاظمي بالمال العراقي.
فبعد تحركاته “المكوكية” على بعض الأطراف السياسية لتبرئته من تهم الفساد ومفاتحة بعض الدول للحصول على تزكية منها والتي باءت جميعها بالفشل، يسعى الكاظمي الى طرح ورقته الأخيرة وهي “دق” الباب الأمريكي في محاولة لاستجداء تأييد حصوله على منصب حكومي في المرحلة الحالية أو اخلاء سبيله من تهم الفساد التي ارتكبها خلال فترته، أو إعادته رئيساً للوزراء وهو أمر مستحيل في ظل رفض شعبي وسياسي مطلق.
وكشفت تقارير، نشرتها شبكة “ام اس ان” الأمريكية، في وقت سابق عن محاولات للكاظمي للحصول على “حظوة” لدى الإدارة الامريكية في واشنطن ضمن مساعيه للعودة الى السلطة مرة أخرى، واصفةً خطواته بــ”التكرار لتجربة أياد علاوي” التي مارسها خلال فترة ما بعد انتخابات 2010 البرلمانية وضياع حلمه بنيل منصب رئيس الوزراء.
واعتبر التقرير، أن تحركات الكاظمي هذه ستؤذيه، لأنه إذا كان يرغب بالحصول على الدعم لعودته الى المنصب، فان عليه ان لا يكرر استراتيجية علاوي، فالتزاماته يجب ان تكون في العراق وليس واشنطن أو لندن”، مضيفة أنه عليه ان يسعى للفوز بالعراقيين بدل ان يستغل أوراق الفساد الإداري الذي بات الصفة المعروفة عن ادارته.
والجدير بالذكر أنه مازال الجهازان القضائي والرقابي في حكومة محمد شياع السوداني مستمرين بملاحقة الكاظمي وفريقه الوزاري والاستشاري وذلك على خلفية ضلوعهم بملفات الفساد والتي من أبرزها وأخطر هي جريمة “سرقة القرن”، والتي أصدر فيها مجلس القضاء أمر قبض بحق وزير المالية السابق علي عبدالأمير علاوي ومدير مكتب رئيس الوزراء رائد جوحي ومستشار رئيس الوزراء مشرق عباس.
مراقبون للمشهد السياسي، وصفوا تحركات الكاظمي بالفاشلة والعبثية، وهي بمثابة نهاية للكاظمي.
وبدوره، أكد المحلل السياسي سعيد مجيد، أن “علاقة الولايات المتحدة الامريكية مع عملائها تعد علاقة قائمة على المصالح وبالتالي فهي تدعم أياً منهم في السلطة، ومن ثم تتخلى عنه حتى أن حقق لها ما تريد خلال وجوده في السلطة، وهذا الأمر حصل مع الكاظمي”.
وقال مجيد في تصريح إن “الكاظمي وخلال وجوده في السلطة، قدم الكثير لواشنطن وعلى حساب السيادة العراقية، لكنه اليوم يمثل “الماضي” بالنسبة لأمريكا، كونه سعى الى إرضاء جميع الأطراف في الداخل، وهذا الأمر أشرته الإدارة الأمريكية عليه كنقطة ضعف”.
وأضاف، أن “جميع محاولات الكاظمي الخاصة بكسب الدعم الأمريكي ستبوء بالفشل، خصوصا وأن السياسة الأمريكية الحالية هي على غير الإدارة السابقة التي كانت تتناغم مع الكاظمي”.