بقلم / د. علي المؤمن
خطيب يشتم الناس ويسب خلق الله، من الشرطي العادي الى المحامي الى القضاء الى رئيس الحكومة الى جميع سلطات الدولة، وصولاً الى المرجعية والحوزة العلمية، بألفاظ شوارعية مقرفة، ويضع نفسه فوق القانون وفوق الدولة وفوق المرجعية، لمجرد أنه (روزخون).
فإذا كان عبد الحميد المهاجر وزملاؤه في جماعة الفتنة، بهذه الدرجة من الانحطاط الأخلاقي والتمرد على أبسط مبادئ الإسلام؛ فكيف يقدمون للناس تعاليم آل البيت وأخلاقهم؟!، وكيف يصدق الناس وعظهم؟!
والحال أن مشكلة هذا الخطيب تتعلق بعقار باعه ثم تراجع عنه؛ فاشتكى عليه المشتري، ثم اشتكى عليه المحامي، لأنه شتمه وسبّه بألفاظ شوارعية.
لكن هذا الخطيب يكذب بوقاحة وهو يحشر الرمزيات الدينية في الموضوع، ويصوِّر للناس بأن الموضوع ديني وعقائدي، وبأن الحكومة والمرجعية تريدان الانتقام منه، لأنه وصف في خطبة سابقة، مرجعية النجف وحوزتها بأنها ناصبية معادية للتشيع، وهو بذلك يعمل على خلط الأوراق وإثارة فتنة داخل المجتمع الشيعي، بأسلوب خطير جداً، كما يفعل زملاؤه المنتمون الى مدرسة الفتنة نفسها، ممن يسكن لندن والكويت وكربلاء، والذين لم يسلم من لسانهم القبيح مرجع وفقيه وخطيب ومؤمن، إلّا شتموه واتهموه بالانحراف والعداء لآل البيت، وكأن كل ال (350) مليون شيعي، بمرجعياتهم وحوزاتهم وجماعاتهم على باطل، وهم الفرقة الناجية الحصرية.
وها هم رموز هذه الفرقة؛ يحوِّلون الشيعة ومذهب آل البيت الى (فرجة) و(سخرية) للآخرين، عبر قنواتهم الفضائية ووسائل إعلامهم وتصريحاتهم على وسائل التواصل، ويساهمون مع الوهابيين والطائفيين والخصوم في زرع الفتن داخل المجتمع الشيعي، ومحاولات تمزيقه، فضلاً عن مساهمتهم في مساعدة الوهابيين على حشد أهل السنة ضد الشيعة، عبر إعطائهم المزيد من مبررات تكفير الشيعة وقتلهم.
ومن الصعب التصديق أن هذه الأفعال والتصريحات مجرد مواقف شخصية أو فئوية خاصة، لأنها دائما تتزامن مع إنجاز أو نصر أو استقرار يحققه الشيعة في هذه الساحة أو تلك؛ فيبدأ رموز هذه الفرقة باختلاق حادثة أو قضية، تقود الى فتنة، من أجل تحويل الإنجاز أو الاستقرار الى فوضى وتضارب وردود أفعال وشتائم وتسقيط داخل الساحة الشيعية، لا تسلم منه حتى القيادات المجاهدة والمرجعيات الشيعية، وهو ما يحصد نتائجه أعداء الشيعة وخصومهم، من وهابيين وصهاينة وبريطانيين وأمريكان.