بين يدي السيد الشهيد محمد الصدر في ذكرى إستشهاده

بقلم // حسن عطوان

📌 هناك إتجاهان في الحوزة العلمية المباركة :

📌 الأول يرى أنَّه لا يجب عليه التدخل في الأوضاع العامة إلّا حينما تكون العواصف هوجاء فينُنزلها الى الأرض بهدوء .

بينما الثاني يرى وجوب التصدي لقيادة المجتمع وإبداء الرأي حتى في التفاصيل .

📌 الأول يرى أنَّه إنْ أقيمت الدولة الإسلامية فأمر جيد .

والثاني يرى وجوب السعي لإقامتها .

📌 الأول ينَظِّر أنَّ العالم كالشجرة يُقصَد ولا يَقصد .

والثاني يرى أنَّ العالِم كما كان الرسول الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
( طبيباً دوّاراً بطبه ) .

📌 الأول : فيه حفظ للدماء والحوزة .

والثاني : في مسيرته تضحيات جسام ودماء حمراء ، وعمل وأخطاء !

📌 والنفوس تميل للمزاج الأول ؛ لأنّه يحفظ للناس شيئاً من دنياها مع مشروعية ؛ ولذلك كان هذا الإتجاه ولم يزل هو الشائع السائد .

بخلاف الثاني فأنصاره قلة ، بقلة المسْتَعِدين للتضحية .

📌 لا أُريد أنْ أقول أنَّ الإتجاه الأول يتقصد حفظ دنياه فحسب ، إذ لعل الدليل قد أوصله الى ما يبني عليه ، ولعله في ذلك يستند الى ركنٍ وثيق .

📌 وفي نظري أنَّ في ذلك مصلحة للتشيع والحوزة ..

فكلا الإتجاهين يكمل أحدهما الآخر ، فهو من تنوع الأدوار ووحدة الهدف .

📌 كما أنَّ لكلٍ منهما بضاعة يقدمها بين يديَ الله سبحانه ، فكما أنَّ الإتجاه الثاني يقدّم بضاعة التضحيات الجسام ، فكثير من رموز الإتجاه الأول يقدّمون بضاعة الصبر أمام إتهام الجهلة لهم بالتقاعس ، في الوقت الذي يرى هؤلاء الأفذاذ أنّهم يؤدون تكليفهم الشرعي في حفظ الحوزة والتشيع .

📌 ولكنّك وأنت ترى كل تلك التضحيات والدماء والجراح التي يقدمها أصحاب الإتجاه الثاني لأجل المبدأ ، لا يمكنك إلّا أنْ تقف بإزائهم بإجلال كبير ؛ لأنَّهم يُقْدمون على ذلك وهم يعلمون جيداً بأنَّ الدنيا لن تمدَّ لهم ذراعيها ، وأنَّهم لن يجدوا أنصاراً مستعدين لدفع تلك الضريبة الضخمة إلّا القلة .

وهم مع كل ذلك يُقْدمون على مثل هذا الموت الأحمر بقلوب مطمئنة ؛ لأنّهم يرون أنَّ تكليفهم مجابهة الطغاة ، مهما كلّف الأمر .

واضحون ، صريحون ، أبطال ، هم من نحو الرجال الذين يجيدون صناعة الموت الذي لا تكون الحياةُ حياةً إلّا به ، مع أنّهم نحريروا العلم والفقاهة أيضاً إنْ جدَّ جدُّهما .

📌 لا أدري لماذا كلما حاولت أنْ أكون على مسافة واحدة من المنهجين ، أجد عواطفي منحازة للمنهج الثاني ، مع إنّي أُبَجّل شخوص كلا الإتجاهين ؟!

عظم الله اجوركم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى